ما أن حل الصيف حتى أطلت أفعى سيد دخيل برأسها ولدغت أربعه من الفلاحين المساكين مجددا ..وطوال السنوات الماضية إلا ونذر الشؤم تأتي لنا بخبرا لضحية جديده لافعى ( ام الصليب) ومامرت ليله الا وجفون سكنة ناحية سيد دخيل يستوطنها الكرى ويتقلب الأهالي على بساط من الجمر بانتظار ضحية جديدة .
فيما يتعاضد أبناء الناصرية مع أبناء جلدتهم أذ لدينا حواس تستشعر وعقول تتألب وتتضامن مع اخواننا المستضعفين من بطائح سيد دخيل وقراها وهم يتعرضون بكرة وعشيه لكائن شرير إثم أشاع الرعب والدمار ,وحول سكان قرى امنة وادعه الى هاجس هستيري وخوف مستديم بعد إن اكتفت حكومتنا المحليه (بعقد الاجتماعات ومناقشة الترتيبات ومناشدة السلطات ) وكلما فارقت روحا طاهرة بريئة من فلاحي ومساكين هذه القرى الا وانهالت على (الشرفاء ) مطارق الألم واوخزتهم رماح تأنيب الضمير ومنهم الإعلاميون أذ يستنهض أهالي الضحية ضميرهم ومهنيتهم بمناشدة السلطات بإيجاد حلول جذرية .
وقد نغالي أذ نقول نحن شركاء في الظليمه وأنصار لبغي( الافعى) وعدوانها . بعد ان اكتفينا كعادتنا بأصوات الشجب والتأنيب والحسرات وغض الطرف عن مصيبة دامية وبلوى واقعه . فسكتنا عن إيجاد بلسم شافي او دواء ناجع او ما يطمئن هؤلاء الرعية ليناموا في أكواخهم امنين سالمين.بعد ان استطالت هذه القضية منذ لسبع سنوات عجاف واكثر ، ازهقت فيها أنفس بريئه وتعطلت فيها مفاصل الحياة اليوميه والنشاط البشري والانساني دون ان يلوح بالافق بصيص من نور نستهدي فيه او حل يشعرنا بأننا مواطنون رعية لحكومة وطنيه دفعنا الدماء انهارا وضحينا بالغالي والرخيص من اجل ان نكون كشعوب المعمورة يهبنا الخالق الحياة وعلى حكومتنا وولاتنا ان يديموها.
افعى بطول نصف متر تقض مضاجع الناس وتستبيح حياتهم وتضج الناس بالشكوى والدعوى ولا من مجيب؟؟؟في بلد مثل الهند تعج حقولها بالأفاعي وتتقوض امكانيتها لغاية العدم، تنشا محطات مراقبه وعلاج وتزود بأمصال مناسبه لكل نوع من أنواعها وتنتشر محطات الرصد والمراقبة في عموم الهند التي تفوق مساحتها مساحة العراق عشرات المرات.وفي استراليا تتحرك طوافاتها الطبيه على مساحتها القارية الشاسعة. لو ان نداء استغاثة ورد عن تواجد حالة لدغ , وتتاهب كافة مفاصل حكومتها لو ان نداء لاسترالي ورد من اقصى الشمال او نواحي الجنوب.
نتسائل كمواطنين كيف تقف دولة كبيره كعراقنا بإمكانيتها وغنية بمؤهلات أبنائها وسلطة محليه مخوله ومكلفة شرعا ودستورا بحماية مواطنيها من ان تضع المشرط على الجرح وتستأصل القيح وكيف لنا ان نبني ونعمر ونصلح الكهرباء ونشق الطرق ونبني الجسور ونباهي العالم بنظامنا الديمقراطي السياسي الجديد ونحن أشبه بالعاجزين امام اختبار يسير لأفعى آثمة تتبختر إمام مسوؤلينا وتدلق لسانها مستهترة مستهزئة متحديه بني البشر الذين أكرمهم رب البريه وجعلهم في احسن تقويم. نعم ربما توفرت الامصال لوقت ما ..لكن ماهي الحلول الجذرية ..وأين مراكز الأبحاث في جامعتنا ..وأين علمائنا وتدريسينا في مجال الإحياء والزواحف..ألا يوجد بلسم شافي وخل جذري ناجع لهذا الداء.
امرا محيرا وغريب ان تكون الافعى المدللة قدرا حتميا لأهالي سيد دخيل المستضعفين .. ويبدو ان ما يتداوله الناس من أقصوصة أ اليهودي الذي قتلوا ولده في هذه المنطقة وأبى ان يأخذ الدية وقرر إن يأخذ ثارة مضاعفا وعلى مر التاريخ وعلى مر العصور,فاتى بأربع من هذه الأفاعي من شمال الهند وأطلقها موصيا إياها بالانتقام والثار . امرا قد يبدو حكاية من حكايات جدتي في هذا البلد المستباح التي يتبختر فيه اللصوص والمفسدون والتماسيح والأفاعي .