ان تكون مهجر وتتعرض للقتل والاعتداء في بلدك, فهذا هو البلاء بعينه الذي يجب ان يتصدى له كل مواطن غيور وشريف يؤمن بالله وينتمي الى العراق, واحدة من أسوء الإفرازات التي لفضتها الهجمة الشرسة التي ضربت البلاد في العاشر من حزيران و سقوط الموصل وصلاح الدين بيد الإرهاب نتيجة الخسة والنذالة والخيانة من بعض المحسوبين على العراق فتداعيات هذا الحدث طالت العوائل الآمنة التي ليس لها ذنب لا من قريب ولا من بعيد باللعبة السياسية القذرة والمؤامرة على محافظات الموصل وصلاح الدين,عوائل هذه المحافظات تعرضت للهجرة وكان للمسيح والشيعة والوقع
الأكبر لاختلاف توجهاتهم المذهبية والدينية مع عقيدة الإرهاب, هربت هذه العوائل تبحث عن ملاذ امن في ارض الله والوطن تبحث عن من يستقبلها ويحميها من القتل والاعتداء وهامت على وجهها تجر أذيال الخوف والأطفال والشيوخ والمرضى تخفي البنات والشابات تحت جنح الظلام بعد ان اخبرهم إخوانهم السنة بان الإرهابيين يستهدفونهم وتركوا كل الأشياء وكاد الوطن والانتماء يضيع هو الأخر أذا ما ستنكر لهم أخوانهم ,
وهذا هو الامتحان الصعب لباقي المحافظات التي لم تتعرض الى الهجمة الشرسة ولباقي مؤسسات الدولة, لكن الله خيب أمال المجرمين ونصر عباده المهجرين بان لهم أخوان يفدونهم بالأموال والأنفس وهو القائل في محكم كتابه (بسم الله الرحمن الرحيم
لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} سورة النساء ) وانتفض أهل الوسط والجنوب لنصرة أخوانهم , وأصيح واجبا” شرعيا” ووطنيا”القتال والجهاد بالمال والنفس في سبيل الله والوطن ,فاذا لم تتدخل كل الاطراف بداء من المواطن وصولا”
الى الدولة وتسخير كل الإمكانيات لتلك العوائل, فسوف نكون السبب في تفاقم الأزمة وطعن الوطن والمواطنة بأيدينا لا سامح الله, خصوصا” و النزوح وصل الى مستويات اعلى من المتوقع والمعركة مع الجماعات التكفيرية مستمرة , الأمر يتطلب وقف المد الإرهابي وطرد الجماعات وعودة العوائل الى منازلها والمحافظة على أمنها والاستفادة من تلك التجربة القاسية التي كلفتنا المزيد من الدماء وعرضت جزء مهم من تراثنا الى الدمار الشامل وتعرضت اضرحت الأنبياء و المقدسات الدينية الى الاعتداء والهدم, وكانوا كما امرهم الدين الإسلامي والأديان السماوية وتعاونوا
على البر والتقوى وساعدوا الآخرين على محنتهم ومدو لهم يد المساعدة كما فعل الأنصار مع المهاجرين ,ولرب ضاره نافعة فعندما يكون بيت المسلم الملاذ الأمن للاخيه المسيحي ويوم يقتسم قرص الخبز المسيحي والسني والشيعي وباقي المكونات وتنبذ الفرقة بين الطوائف فهي الرسالة القوية للعالم بان العراق لازال بخير ولا بد لتلك الرياح ألنحسه ان تترك البلد و هذا رد بمثابة النصر على الإرهاب ,ونحمد الله بان الأعم الأغلب هو وجود رغبة طوعية في المساعدة من الاهالي فقد شرعت كل الابواب وفتحت المحافظات أجنحتها للاستقبال العوائل المهجرة و استقرت وتواءمت كل
المكونات في بيت واحد وتقاسموا رغيف الخبز وشاعت روح المودة والوئام بينهم مبتهلين الى الخالق ان يدوم هذا التعايش ويحفظ العراق وقواته المسلحة لدحر الجماعات التكفيرية , ومن الادوار المشرفة التي تستحق الذكر والثناء هو دور المؤسسة الدينية ومحافظات الوسط والجنوب والاستقبال الطوعي من الأهالي والمواكب والأحزاب الدينية ومنظمات المجتمع المدني وتطوع الشباب في تقديم الخدمات الطبية والعينية وتجهيز الاثاث والغذاء والسكن الملائم وتقديم منحة المليون دينار لكل عائلة من قبل الحكومة.