29 سبتمبر، 2024 2:50 ص
Search
Close this search box.

قاتلوا نيابة عن غيركم وادفعوا اموالكم من اجل العراق

قاتلوا نيابة عن غيركم وادفعوا اموالكم من اجل العراق

من يتفحص تاريخ العراق الحديث يرى ان ابناء الوسط والجنوب على مدى قرن من الزمن هم دائما يقاتلون بالنيابة عن غيرهم وهم وقود نار الحروب التي حصلت … اثناء الصراع بين الدولة العثمانية المريضة وبريطانيا لم تكتفي المرجعية الدينية في النجف الاشرف بدعوة اتباعها لمقاتلين البريطانين بل شارك بعض علماء الدين بانفسهم في المعركة واستشهد السيد الحبوبي وجرح السيد محسن الحكيم , ورغم هذا الموقف الديني والوطني والاخلاقي لم يثمنه الطرف الاخر (الدولة العثمانية) التي بقيت على طائفيتها وحقدها الاسود , وقد ترتب على هذا الموقف ان بريطانيا حرمت ابناء هذا المكون من المشاركة بالسلطة الفعلية في العراق … خلال الحقبة الزمنية للنظام البعثي المقبور وحروبه العبثية كان يستخدام ابناء الجنوب لمقاتلة اخوتهم من الكرد بذريعة القضاء على الجيب العميل في شمال العراق مما اثار حفيظة السيد محسن الحكيم بان اصدر فتوى لتحريم مقاتلتهم , وعندما حصلت الحرب بين العراق وايران كان ابناء الجنوب والوسط هم قربان التضحية واذا كان احد يشارك من غيرهم فهي مشاركة رمزية او ما تسمى معايشة لفترة محددة , اما الضباط والامراء الكبار فهم من المثلث الغربي ( تكريت – رمادي – موصل ) وكان اهل الجنوب ليس ملزمين فقط بدفع الدماء في الحرب لصد الهجمات الايرانية وانما مطلوب منهم التبرع بالمال والذهب عنوة حيث كانت تجمع هذه التبرعات وترسل الى عائلة صدام لتشتري بها مجوهرات وحلى ثمينة من امريكا بشهادة صلاح عمر العلي …هذا الكلام ليس يحسب بمنظور طائفي بل بمصداق عملي يمكن لاي باحث ان يستعرض الخسائر البشرية والمادية وهي بالتاكيد موثقة فيتوصل الى ما اقوله هنا باختصار
بعد التغير الذي حصل في 2003 اشتد الارهاب في العراق وخسرنا طاقات بشرية وبنى تحتية في عموم العراق ولكن الخسائر البشرية في مكون معين اكثر مما للمكون الاخر نظرا لطائفية العدو ومشروعه وهدفه بانه يرفع شعار نصرة اهل السنة للاحتماء والتسويغ بهم ليس الا ولذا كان يستهدف الحسينيات وماتم عاشورا والاحياء السكنية لهذه الطائفة باستمرار وبمنوال , بينما المكون الاخر ايضا اصابه ضرر ولكن في البنى التحتية والمشاريع الاقتصادية كانت الخسائر والضرر اكثر كما نشاهده اليوم اراضي تكريت والرمادي والموصل اصبحت محروقة …وبعد ان تمكن الارهاب التكفيري من التمدد في الاراضي العراقية واصبح خطره ماثل امام بغداد صدرت الفتوى الكفائية  من المرجعية العليا الى العراقيين بالتطوع لمقاتلة الاعداء المعتدين وقد لبى النداء مئات الالاف ان لم يكن الملايين وحققوا نصرا مبينا ليس بايقاف تمدد الاشرار بل كشفهم الى اماكن بعيدة من حيث اتوا وهذا تم بتقديم قوافل من الشهداء الابرار بعضهم عائلته لا تملك ثمن تكفينه ودفنه وبعضهم مديونا لاجور سفره  الى مواقع القتال … اليوم وزارة الكهرباء تعتمد تسعيرة جديدة في استيفاء اجور الجباية بمبالغ لا يمكن تصورها , فمن يستهلك خمسة امبير وهي لا تكفي للانارة فقط يدفع فاتورة بمبلغ 15 الف دينار وحيث في كل بيت عراقي مهما كان فقيرا ثلاجة – مجمدة – تلفزيون – ماطور ماء – مبردة فكم يدفع من يستخدم هذه الاجهزة التي لا يمكن للحياة ان تستمر من دونها ؟ الم تفكر الدولة بان هناك شرائح اجتماعية من العاطلين والمتقاعدين وذو الدخل المحدود رواتبهم لا تزيد عن 300 الف دينار فهل يعطوها الى دائرة الكهرباء ؟ اذن كيف يعيشون ؟ بنفس الوقت اجور الماء الصافي ايضا ارتفعت من 7 الف دينارالى 11 الف دينار كل شهرين وبغرامة تصاعدية كل شهرين في حالة عدم الدفع 10% 
ونحن نتساءل باستغراب
–         الم يكن اولى بوزارة الكهرباء اعادة المبالغ المسروغة بعهد شلاش ووحيد وغيرهم التي بلغت اكثر من عشرين مليار دولار ؟
–         هل من الانصاف والعدل ان تشمل هذه التسعيرة المجنونة للكهرباء مناطق الوسط والجنوب ويستثنى منها المثلث الغربي لمدة خمس سنوات بحجة انها مناطق ساخنة لا يمكن ان تستقر الا بعد هذه الفترة ؟ ولماذا كردستان بعيدة عن هذا الاجراء وكانها دولة مستقلة بعيدة عن العراق وغير متاثرة به ؟ والادهى من ذلك ربما الاموال المستوفية تذهب منها 17 % الى خزينة كردستان
–         هل هذا الاجراء هدفه دعم العجز في الموازنة ؟ ام يراد منه تقليل استهلاك الطاقة , فاذا كان الجواب الدعم فان الامر ينطوي على اشكالات كبيرة لا سيما تخصيصات المحافظات لم تطلق ونحن تجاوزنا الثلث الاول من السنة والسيولة النقدية قليلة في الشارع والاعمال التجارية الحرة متوقفة في قطاع البناء والانشاء والبطالة متفشية فكيف تريدون من الناس استجابة لهكذا اجراء في ظل شحة في تزويد الطاقة الكهربائية … اما اذا كان الهدف الترشيد فكلنا مع هذا الاجراء ولكن ليس بالتعسف المالي يمكن اعتماد طرق اخرى لاجبار المواطن على الترشيد .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات