منذ ان اعلن المالكي جهرا مقررا خوض معركته في الانبار مع العرب السنة يومها احسست ان الرجل خرج من نطاق المالكي الذي كان يحاول ان يوهم نفسه ويوهم من حوله انه رجل يؤمن بالديمقراطية والتسامح والخروج من عباءة الحاكم الديكتاتور ويصور نفسه للعراقيين والعالم على انه القائد الضرورة لكن سرعا ما تحول الى حاكم يحب المغامرة على حساب دماء العراقيين ,
قبل الحرب كنت اراقب عن كثب تصريحاته النارية واحللها بشكل يومي تصريحات كانت تفوح منها راحة الدم والموت والقتل لامحال للاسف وفي داخلي كنت استغرب ايما استغراب من فعله وطريقة تفكيره في ادارة البلد تصريحات اعادتني قليلا الى الوراء الى ايام خطاب هتلر والحقبة النازية وخطاب قادة الحروب والدعوة لقتل الشعوب وكنت اقول ماذا يفعل هذا الرجل بنفسه والى اين يسير بالعراق فالعراق من ازمة لاخرى ومن فشل لاخر وهنا حاولت تفسيرمايدور في داخله لم اجد الا شخصية مليئة بالتناقضات و العقد النفسية الشيفونية , والمشكلة الاعظم بعقلية القيادات الامنية التي تحاول دائما اقناعه ان الحرب بخير على الارهاب في الانبار وتم القضاء عليهم وهم فرحون بهذه الانجازات لكن الواقع غير ذلك تماما قطع المياه مؤخرا عن الوسط والجنوب وفيضان اجزاء من مدينة الفلوجة وبعض القرى في ابو غريب بالاضافة الى سيطرة ثوار العشائر والجماعات المسلحة على اجزاء من قرى الرمادي الفلوجة بكل تأكيد كانت ردا واضحا صريحا ورسالة مدوية بعد مضي اربعة اشهر من قتال عنيف مُرّ على الطرفين ان المالكي خسر معركة الانبار وعليه ان يكون شجاعا ويعلن خسارته للمعركة ولم يعد هناك مجالا لاخفاء حقيقة الهزيمة على الاعلام والناس بالرغم من التضليل الاعلامي الكبير الذي يُمارس وبُعد الاعلام الاجنبي والعربي عن عين الحقيقة انا اعرف ان هذا الكلام سيكون بمثابة السهم القاتل لكم لكن لابد من ان تظهر الحقيقة حتى يقف القصف العشوائي على المدنيين العزل وتعود العوائل المهجرة بالعراء الى منازلها ويعود ابناء الجنوب في الجيش الى اهلهم وحتى يتسنى للجيش ايصال جثث من قتل منهم واسعاف الجرحى والاهم هو خروج السيد المالكي في مؤتمر صحفي يقول على الجيش الانسحاب فورا من ارض الانبار وليأخذ ابناء العشائر دورهم الحقيقي يدا بيد من اجل اعادة المحافظة المدمرة ويعترف المالكي شخصيا انه خسر الانبار ارضا وشعبا,وربه سائل يسأل كيف يعلن عن خسارته هو على ابواب انتخابات مصيرية ستحدد حلمه لولاية ثالثة وهل كاتب المقال لهذه الدرجة من السذاجة العسكرية والسياسية بمكان ؟,
المالكي لن يعلن خسارته مهما كانت الظروف حتى لو قدمت له الولاية الثالثة على طبق من ذهب مقابل ان يجهر بها هذه هي الكارثة هو عدم الاعتراف بالاخطاء اعتقد ان المالكي خلال الايام القادمة سيستمر حتى مع هذا الفشل والخسارة نعم سيستمر واعتقد ايضا سينتحرهذه المرة في دخوله الى الفلوجة واقصد الانتحار العسكري واعطاء المزيد من الخسائر لان الدعاية الانتخابية تتطلب كل هذا مايجري الان من قصف شديد على احياء في الفلوجة والرمادي بطريقة هستيرية خير دليل
العقل يقول والتحليل العسكري ايضا يقول لم يكن ارسال قطعات الجيش كما كان يتصور المالكي وقياداته نزهة فهناك عوامل عدة جعلت لهذه المعركة ان تفشل و ان تستمر بهذا الفشل المتواصل 1_ لايختلف معي الكثير ان عامل الفشل منذ البداية كان حليف هذه المعركة والدليل ان اغلب المحللين العسكريين صرحوا مرارا وتكرارا ان المالكي لن يستطيع الانتصار على الفلوجة والرمادي و توقعوا له الهزيمة مقدما
في مقابلة مع قناة الجزيرة الانجليزية يوم 6 كانون الثاني 2014، اي بعد ايام من بدء المعركة في الانبار صرح نائب قائد العمليات الامريكية في العراق سابقا الجنرال مارك كيميت ان جيش المالكي لايمكنه على الاطلاق الانتصار على الفلوجة والرمادي، وان خيار الحكومة العراقية الوحيد هو التعاون مع تلك العشائر بدلا من محاربتها
ويعد تصريح الجنرال كيميت شهادة من قائد عسكري خبير ذاق طعم الهزيمة في العراق سنوات وشهادة من اسال مجرب ولاتسال حكيم كما يقال في المثل العراقي الشعبي القديم لانها
تجربة قوات محتلة امريكية ذاقت الامرّين في الفلوجة و الرمادي قد اسست ان الفشل قادم مع الخسارة بالاضافة الى امر مهم هو العقيدة القتالية التي يحملها الجندي العراقي هي عقيدة غير معززة بعقيدة الاستبسال من اجل القضية وهروب اغلب الضابط والجنود ما هو الا دليلا واضحا نحن هنا من اجل ماذا ونقاتل من ابناء البلد في مابعد تم الاعتماد على مقاتلين مأجورين ويحملون اجندات دول تعمل ضمن مخطط مرسوم لها واستراتيجية واضحة والاعتماد ايضا في المعركة على شباب عاطل عن العمل هو يائس من الحياة اصلا 2_عوامل اطالة هذه الحرب بفشلها هو عامل تصفية حسابات قديمة مع اطراف داخل الانبار والعامل الابرز هو لتدمير المحافظة اكثر على غرار ما يحصل الان في سوريا من تدمير وتقريبا اليوم معظم احياء الرمادي المتضرر الاكبر هي تشبه قرى ومدن سورية مدمرة مع الاسف
مااريد قوله هو اربعة اشهر من الدمار والخراب والدماء مالذي تغير في الانبار منذ بدء الحرب وحتى الان فقط الدماء تسيل واتباع سياسة الارض المحروقة في فكر الجيش وهل قضينا على داعش القصة الجديدة الجواب لا مازال المسلحون متاوجدين بل زاد عددهم اضعافا بتصرفاتكم فالعنف لايقابله الا عنف وتدمير منازل الامنين لايقابله الا حقد هنا لابد ان نقولها واضحة ان المالكي خسر معركة الانبار وعليه الاعتراف.