23 ديسمبر، 2024 11:49 ص

قائد تتحرك بداخله حاسة الإنتماء!

قائد تتحرك بداخله حاسة الإنتماء!

في الأول من صفر، تسجل الأهوار تفاصيل خالدة، لحياة إسمها المقاومة، فيتغير لون قصبها، الى اللون الأصفر تدريجياً، حزناً على رجل، سجل إسمه بأحرف من نور، فوق ورق البردي، في زمن فقد الرجال ظلهم وعقلهم، تحت جنح الخوف والقمع، إنه ثائر من آل الحكيم، عاش أحداثاً تاريخية كاسحة، تتصف بالقوة، والشجاعة، والحكمة، في كل تفاصيل حياته المعطاء.سليل المرجعية العليا، من نسل الإمام محسن الحكيم، (رضوانه تعالى عليه)، جعل من الحرية طريقاً منيراً، عندما قارع بعزيمة الأحرار، وصبر الأولياء، بعد أن أعلن الجهاد، ضد الطاغية وأزلامه، كما أن البعثي المهووس بالسلطة لا يهدأ أبداً، فقد كانت المقاومة شرسة، بطولية تقض مضجعه القذر. لأكثر من أربعين عاماً، الطاغية لم يتمكن، من إيقاف الروح الثورية الحسنية، والحسينية لدى أبطال الاهوار المجاهدين، بزعامة محمد باقر الحكيم، الذي لم تبرح حاسة الانتماء مكانها بداخله، وإذا كانت البلاغة، هي الكلام المناسب لمقتضى الحال، فإن الفعل والقول لدى شهيد المحراب، أبلغ من مقتضى الواقع، لأنه هيأ الأرضية المناسبة، لإستمرار المقاومة طيلة أربع عقود، وترجم معاني الصمود والحرية الحمراء، عند رجال الجنوب، الذين عاهدوا الباريء (عز وجل).شرح أبعاد العمل الجهادي، وكان الجواب لديه قوياً، ينفث بهدوء وسكينة، ضد صراخ الآلة البعثية، وأجهزتها القمعية، فنظم عدة أفكار في وقت واحد، فعمليات الجهاد النوعية، حيث كان يقودها بنفسه، مثلت إختراقاً لسيطرة الموت، التي نصبها البعث، في كل زوايا الجنوب الثائر، وبأيام المحنة، رغم كل الإعتقالات والإعدامات، كان يسير حاملاً كفنه، بين كفيه غير مبالٍ بالخطر، وقد أرعب العفالقة، بصبره ورجولته، فصنع في الاهوار حياة نابضة تتنفس الحرية. رجل مقاومة، كان عضداً وساعداً للشهيد الثائر، محمد باقر الصدر، ورسم بيديه الخطوط العريضة، لحزب الدعوة، مع شقيقه السيد مهدي الحكيم، فترك بصمة واضحة،  ثم حاك بخيرة رجال المجلس الأعلى، سجادة عراقية من الطراز الأول، أسماها فيلق بدر، أرعب بها أزلام البعث العفلقي، نعم هذا هو السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره).ختاماً: نحن اليوم بحاجة الى رجال، يمتلكون الشجاعة والحكمة، مثل السيد محمد باقر الحكيم، لينهضوا بالعراق، بعد أن كثرت الأحمال والأثقال، التي وضعوها على ظهره، ونحن نرى غيلان السياسة، يفتقدون للحكمة والشجاعة معاً، سيما مَنْ تصدر المشهد، فترانا اليوم، كم نبكي وسنبكي؟ ونترحم على رجلٍ مثلك يا أبا صادق!