8 مارس، 2024 3:30 م
Search
Close this search box.

قائد النكبة العربية الكبرى: سلمها بدون كلل ولا علل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كلما تعمقنا في تاريخ أوطاننا العربية تأكد لنا زيف نشأتها، والادعاء المزعوم بأنها جاءت نتيجة ثورة عربية للتخلص من حكم عثماني جائر!
وكلما أبحرنا في صفحات التاريخ وصفقاته المخفية والسرية تأكدنا أننا درسنا وحفظنا تاريخاً مزيفاً عن أوطاننا العربية لأنه تاريخ مزور غير مشرف، لكنهم استطاعوا زرعه في أذهاننا بصورة مثالية، بينما حقيقة الأمر أن تاريخ تلك الأوطان المنشأة على الأرض العربية هو تاريخ وهمي خال من الحقيقة ومن المروءة والنخوة!
أما حقيقة الأمر فإنها لم تكن ثورة كبرى بقدر ما كانت نكبة عربية كبرى…
الرجل الذي في الصورة الخائن (الشريف حسين) رفض السلطان عبد الحميد الثاني صاحب النظرة الثاقبة منذ عام 1905م تعيينه شريفاً لمكة، وقال “إني راض بتعيينه أميراً على مكة إذا اكتفى الشريف حسين بذلك، بل إني اعتقد أنه لن يكتفي بالإمارة فحسب، بل يطمع إلى أكثر من ذلك، ويهدد يوماً ما عرشي”. وقد حدث ما توقعه السلطان رحمه الله.
ولم يفهم الشريف حسين أن البقاء تحت الخلافة العثمانية اشرف له من الإنجليز، ولكن أطماعه الذاتية أهلكته، وتسببت في هلاك من بعده.
كان الإنجليزي مكماهون يخاطب “الشريف” بألفاظ التعظيم، ليخدعه أكثر، فراسله في 10 مارس 1916 قائلا: “إلى ساحة ذلك المقام الرفيع ذي الحسب الطاهر والنسب الفاخر، قبلة الإسلام والمسلمين، معدن الشرف وطيب المحتد، سلالة مهبط الوحي المحمدي الشريف ابن الشريف، صاحب الدولة السيد الشريف حسين بن علي، أمير مكة المعظم، زاده الله رفعة وعلاء”. فوقع الغبي في فخهم واستجاب الشريف للإغراءات، وأعلن الثورة على العثمانيين في 10 يونيو 1916، ما أسعد مكماهون، الذي أرسل إلى وزارة الخارجية في لندن في 14 أغسطس 1916 قائلا: “إن لدينا فرصة فريدة قد لا تسنح مرة أخرى في أن نؤمّن بواسطة الشريف نفوذا مهما على الرأي العام الإسلامي والسياسة الإسلامية، وربما نوعا من السيطرة عليهما”.
فأمدت بريطانيا الشريف بالمال والسلاح، حيث أعطته 71 ألف بندقية وأكثر من أربعين مليون طلقة، بل وأرسلت إلى نجلي الشريف، فيصل وعلي، ألف سيجارة لكونهما المدخنَين الوحيدَين في عائلتهما.٠
وقد بلغ حجم الدعم الذي قدمته بريطانيا – كما يقول ستورز في مذكراته – أحد عشر مليون جنيه إسترليني.
ولكن الثورة العربية التي كان الحسين يأمل في حدوثها لم تحدث إطلاقاً، فلم تنضم إليه أي وحدات عربية في الجيش العثماني، ولا انضم إليه وإلى الحلفاء أي شخصيات سياسية أو عسكرية من الدولة العثمانية، وبقيت قواته مؤلفة من بضعة آلاف من رجال القبائل غير المدربين الذين يحصلون على دعم مالي من بريطانيا، والعدد الضئيل من الضباط غير الحجازيين الذين انضموا إلى جيشه كانوا إما أسرى حرب أو منفيين سبق أن عاشوا في أراض خاضعة للحكم الإنجليزي
نعم لقد خدعه الإنجليز بقولهم: اخرج على الدولة العثمانية، وأثاروا فيه النزعة العرقية العربية، و بعدما حقق لهم ما ارادوا رموه مثل الكلب في قبرص، وأوقفت سفارة إنجلترا في قبرص معاشه، فكان يذهب إلى البقال لياخذ حاجاته بالسلف، ومات وحيدا. اغتر به العرب لأنه من آل البيت، وكم من هوهاشمي خائن.
اليوم يفعلون الشيء نفسه، مع الأكراد و الأمازيغ، ولو قرؤوا التاريخ لفهموا أن من يصدق الإنجليز هو أغبى الأغبياء…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب