الاوقات العصيبة التي تمر بها الامم وتبرز فيها الظواهر الشاذه،تحتاج الى قيادة فاعلة وعاملة لانقاذها من حافة الهاوية ويجب ان تكون هذه القيادة افراز لحاجات الامة تستشعر المشكلة وتعي الحل،ففي مثل هذه الاوقات تكثر ادعاءات القيادة والتصدي وكلا يدعي انه المنقذ،وفي وسط حالة الضياع يلتف جزء من الشعب حول بعض الادعياء،الى حين ظهور القيادة الحقيقة التي تستطيع ان تجمع الناس حولها من خلال الاعمال وليس الاقوال،ومن ابرز ملامح هذه القيادة ان تكون من الناس ومن بينها،تشارك الجماهير همومها وتشخص مشاكلها وتبحث عن الحلول،العراق الذي عاش تحت نير الديكتاتورية البغيضة التي اهلكت الحرث والنسل واستهدفت القيم وغيرت المفاهيم ،مر بمرحلة من التخبط وشبه الضياع فبين اجندة المحتل وبين الادعياء والطامحين والطامعين وبين اكثر من اربعين عام من التجهيل وتغيير القيم والمفاهيم،دفع ويدفع الشعب العراقي الاثمان الباهضة من استقرارة وخيراته والسبب كما اسلفنا اضافة لاستمرار التجهيل بين صفوفه وفي هذه المرة كان للمحتل وبعض دول الاقليم مساهمة كبيرة في حرف الشعب عن قيادته الحقيقة التي تمثل طموحاته،ومع انشغال الجميع في الصراع من اجل الانا الشخصي والحزبي والفئوي،كان القائد بين الناس ومع الناس ابتدأ رحلته من الانبار الى صلاح الدين ونينوى وكردستان ليجسد بالفعل دون القول ان الوحدة بين مكونات الشعب هي الخطوة الاولى نحو البناء والازدهار والاعمار،ليتمها بجولة خارج البلد اوصلت رسالة لمن يعي بان العراق لايعيش في عالم خاص لوحده بل هو جزء وجزء فعال في المنظومة الاقليمية والاسلامية والعربية والعالمية ويجب ان يكون متوازن في علاقاته مع هذا العالم كي يستطيع ان ينموا ويعيش،فحال العداء والمقاطعة لن تجلب سوى التأخر عن ركب التطور ولن تنتج الا الانشغال في المهاترات التي لن تبني بلد،وكان في كل رحلة له وقفه مع المرجعيات الدينية لانها ركيزة المجتمع العراقي الاساس يستلم التوجيهات ويشرح النتائج،في جولاته بين اهله اشعرهم انه واحد منهم بترابيته وسعة صدره وعطفه وعاطفته،كان السباق في المشاركه مع الناس في كل مناسباتهم،وفي اوج يأس المحرومين من الساسة وانشغال هؤلاء في ازمات توزيع الغنائم بينهم كأشخاص،كان مشغول بكيفية بناء الدولة الخادمة للوطن والمواطن، ليعلن علاج جذري لمشكلات ملحة تعاني منها فئات من الشعب العراقي ومن البصرة الى ميسان الى ذوي الاحتياجات الخاصة الى الطفل الذي هو رجل المستقبل وقبلها مؤتمر منظمات المجتمع المدني التي هي احد اهم ركائز النظام الديمقراطي الذي رعاه وطالب بتفعيل هذه المنظمات ورعايتها، ، كلها مبادرات اجمع القاصي والداني انها الحل الامثل والواقعي،قائد يعمل ويدع عملة يتحدث وهذا دفع المخلصين ومن المتطلعين للتغيير ليلتفوا حوله ليعضدوه،وبدأت علامات النجاح في مسيرة هذا القائد وتربعه في قلوب محبية وكانت تاسوعا البيعة واثبات الهوية مؤشر واضح ودليل واقعي على ان الامة العراقية بدأت تتلمس طريق خلاصها وبدأت تستشعر قيادتها الحقيقة لذا لبت ندائه لاحياء شعيرة امام الامة وقائدها وسيدها ومنارها الامام الحسين لترسم لوحة اشرت بوضوح ان هذا الشعب مازال قادر ومتمكن من تشخيص وتدقيق المتصدين وافراز القائد القادرمن المدعي لذا وقف والتف بكل شرائحه خلف القائد عمار الحكيم ليعلن بيعته له على ان ينقذه من واقع متردي وهو قادر ومتمكن على ذلك….