22 ديسمبر، 2024 9:39 م

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعوه

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعوه

هو اكبر وصف مخزي و دقيق للشعوب المستكينة ،من (أمثالنا) ،حيث لايمكن ان يكون فرد واحد اقوى من ملابين فيسوقهم كالانعام ، مالم يستخف عقولهم و يستهزيء بهم .
قال ابن الأعرابي : المعنى فاستجهل قومه فأطاعوه لخفة أحلامهم وقلة عقولهم ،و قيل : وجدهم خفاف العقول فدعاهم إلى الغواية فأطاعوه .انتهى كلامه . و يعني انه وجدهم يقبلون الامتطاء فامتطاهم ، و هذا حاصل معنا اليوم من جهة غير جهة فرعون و ما اراد ،
و انما فرعون مثل واقع ، و كل شعب مهد ظهره لطاغية فهو كشعب فرعون ، و هل اكبر من وجود الكاذبي و السيسي و بن سلمان و امثالهم من توافه الناس و جهالهم و جبنائهم بدلالة استعمالهم من الاجنبي و خوفهم منه ، فهل اكبر من وجود هؤلاء على ظهورنا و نحن ندين بالطاعة و التطبيل و فينا افاضل الرجال و علماؤهم و حكماؤهم ، هل اكبر من هذا دليل على اننا مثل اولئك القوم الذين وصفهم الله في قرآنه بابشع الوصف .
و استخف بهم (أهانهم ) ايضا ، وجدهم اهلا للاهانة فأمعن في اهانتهم ،و من يهن يسهل الهوان عليه. فذاك دعاهم لعبادته فأطاعوا ، و آخر يدعوهم لتغيير ثوابت دينهم فيفعلون ، و آخر يلعب بمستقبلهم و يرضخون ، و هذا يكذب عليهم و يضحك على عقولهم بلجان و اصلاح موهوم فيصدقون ، و آخر يغيب ابناءهم و يثكل نساءهم فيرضون خانعين خاضعين ناسين لاهين ،
“… إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ”