26 نوفمبر، 2024 10:55 ص
Search
Close this search box.

في وطني حشد لا يهاب الموت

في وطني حشد لا يهاب الموت

وداهم الليل المظلم وطني, لتحلق خفافيش الظلام في سمائه, تمتص دماء أهله, ولتخرج الضباع من جحورها, تنهش خيره, وتعيث فيه فسادا, فأظلت العيون السبيل, وحارت العقول, وبلغت القلوب الحناجر.
     فإنبرى لها السيد العظيم, وإن هي إلا كلمة أطلقها, فاستيقظت الناس من غفلتها, لتنفض غبار الذل عن أكتافها, وتشد أزرها, وتستحضر تاريخها الجهادي, وعند أول خطوة, بدأت الأرض تهتز تحت إقدامهم, جعلوا المنايا ركوبهم, عزموا على النصر, فكان طوع أيديهم.
   فهب رجال؛ من بقاع وطني, جمعهم حب الله والوطن, وكلمة السيد العظيم, طبع الله على قلوبهم, فكانت لا تعرف الخوف, ولا تخشى الموت, لبسوا القلوب على الدروع, عزيمتهم ثابتة, ويقينهم لا يتزعزع, لا يطلبون إلا إحدى الحسنيين, أما النصر أو الشهادة.
   شباب بعمر الزهور, مُلئت قلوبهم بالإيمان, وتركوا ملذات الدنيا خلف ظهورهم, واعتلوا صهوة المجد, ليختاروا طريق الجهاد, ويتسابقوا للشهادة, بعد أن تعلموا من مدرسة كربلاء, ونهلوا من ثورة الحسين ع وال بيته, فكانت معاني البطولة والفداء حاضرة في قلوبهم .
    شيوخ يتعكزون على سلاحهم, صادقين الوعد صبورين في الشدائد, محافظين على صلاتهم, شيبتهم الكريمة كانت مصابيح, تنير طريق النصر, هم الأشد بأسا على الظالمين, ارخصوا دمائهم لنعيش بحرية, طبعوا أقدامهم على سواتر المجد, يباهون الدنيا بعشقهم لأرضهم .
    إنهم رجال الله في أرضه, “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” رجال تعجز الألسن عن وصفهم, وتحار الكلمات عن التعبير بحقهم, فهم أسطورة سيحكيها الزمن, وسترويها كتب التاريخ, عنوانها ” الحشد الشعبي “.
    وقريبا ستشرق الشمس, وينجلي الظلام, وسترفرف راية بلدي عاليا, تلك الراية التي أبت أن تسقط, لان هناك رجال رفعوها بأكفهم, وجعلوها أكفانا لهم, وستعزف أصوات الرصاص, مهللة بالحرية والسلام, وكل ذلك بفضل رجال, لبوا تلك ” الفتوى الربانية “.

أحدث المقالات