8 أبريل، 2024 2:32 ص
Search
Close this search box.

في وداع دانا جلال: العاشق والحالم ابدا

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس من السهل بمكان تصديق خبر وفاة الزميل والصديق دانا جلال، ليس لان الموت قدرنا جميعا، بل لان دانا كان بطلا شبيها ببطل البير كامو في اسطورة سيزيف الذي حكمت الآله عليه ان يدحرج صخرة كبيرة الى قمة جبل، وهي لثقلها تتهاوى الى الاسفل دون انقطاع، تصوير في غاية العبثية.
هكذا كان دانا في نضاله وصموده وعشقه الابدي لحلم كان يراوده، ألا وهو حق الشعوب، صغيرها وكبيرها، في التحرر والانعتاق وتقرير مصيرها بيدها، وصولا الى شعبه الكردي المقسم، رغما عنه، الى مساحات شاسعة وبلدانا كثيرة واحزابا وطوائف وفرقا وتكتلات.
كان دانا شجاعا وصريحا لا يخاف لومة لائم في دفاعه المستميت عن مبادئه الانسانية والقضية التي آمن بها، وهو صديقا للرجال، كارها اشباههم، عاشقا للمرأة المناضلة، وحاقدا على قوى الظلام والطائفية والاحزاب الكارتونية وتلك التي خف بريق نضالها، وهي اليوم تقوم بتجويع الناس وتغتني من قوت الشعب وموارد البلاد.
كان دانا حزينا في مغتربه البارد، بعيدا عن جحيم الوطن الذي عشقه حد الموت ونحر السيف، ولم تكن اساريره تنفرج إلا برؤية المناضلين وهم يحققون ما في مخيلته من انتصارات وآمال انسانية لغد سرمدي مشرق في عالم صدئ اصبح الموت فيه قدرا لا يستهان به، إلا موت دانا، وهو الشجاع والسامق والباسق والصخر الجلمود.
كنت اخاف عليه من انفعالاته وتعنته وصراحته البعيدة عن فنون الديبلوماسية والامراض التي لازمته نتيجة ذلك، وهو الافلاطوني الذي كان يحلم بالانسان المسافر دون جواز سفر أو تصاريح رسمية أو فيزا. عابرا المحيطات والقارات والعالم المترامي الاطراف دون حقيبة سفر او متاع فكل شيئ، في فهمه، مشاع وملك للجميع.
رحل دانا جلال، لكني لا اصدق انه سيركن في عالمه الابدي ولن يناضل هناك او يكسب رفاقا ومناصرين لقضيته التي آمن بها… ومن يدري، لربما سنلتقيه لاحقا وهو يحمل مشاعل الحرية ووطن مختلف دافئ يتسع للجميع وكل شيئ فيه ملك للجميع.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب