انتشرت صورة لحفل استقبال رئيس الجمهورية برهم صالح في محافظة واسط, عبر تسخير طلاب الابتدائية للترحيب بالرئيس! في محاكاة لمنهج حكم صدام, حيث كان نظام البعث يسخر الطلاب في فعالياته السياسية, في محاولة للتأثير على الوعي, وتقزيم الشخصية منذ الطفولة! عبر تحويلها لأداة للتملق للسياسي, ولا يمكن نسيان احتفالات عيد ميلاد الطاغية, وكيف كان يكافئ المدارس التي تسخر طلابها للاحتفال والرقص, والتعبير عن عظيم حب الاطفال للطاغية, وها هي تعاد نفس القصة وبعد رحيل صدام ب 15 عام, والنسخة الجديدة في واسط.
وهنا عندي تساؤلين مهمين:
· التساؤل الاول: لماذا نسخ منهج صدام في الحكم؟
كثيرا ما حاولت الاجابة عن سبب تمسك الحكام الجدد بمنهج صدام في الحكم, فلو تقرأ سلوك الطبقة السياسية طيلة الفترة ما بعد 2003, تجده نسخة تامة عن حكم صدام, وهذا يدلل على كذب الشعارات التي تم رفعها للضحك على الناس, فمنهج صدام كان يرتكز على قاعدة اساسية وهي سحق المجتمع, وهو تماما ما تفعله اليوم الطبقة الحاكمة, وبمختلف الطرق البشعة والخبيثة, من اهمال الازمات ومنع المال عن الناس, والتفرد بخيرات الوطن.
فمن يهتم بالشعب, كان الاجدر ان يهتم بتأثير هكذا فعالية على الاطفال, وماذا يمكن ان تسحق داخل ذاتهم, فلا يفعلها خشية على نفسية الاطفال.
لكنه يريد ان يتملق للرئيس, ويصر على التملق عبر تسخير طلاب الابتدائية, للتعبير عن فرحه وسروره العظيم بزيارة سعادة الرئيس برهم!
· التساؤل الثاني: لماذا يسكت الاعلام عن هذا الانتهاك؟
الامر الاخر الذي اثار تعجبي هو الصمت الاعلامي لعشرات القنوات العراقية والاذاعات, فقط عبر الناس عن سخطهم عن استغلال الطفولة للنفاق السياسي وتملق الرئيس, عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي, كأن الراي الشعبي في واد, والاعلام العراقي في واد اخر! وهذا منتهى الخيبة عندما يكون الاعلام غير معبر عن راي الجماهير.
واقعا كان يجب على الاعلام تسليط الضوء على انتهاك حقوق الطفل بهذا السلوك السياسي, وكان يجب على منظمات حقوق الطفل والانسان ان تعترض على هذا الانتهاك, لكن الصمت الاعلامي دليل الارتماء في احضان احزاب السلطة, او لنضيف حقيقة مهمة, وهو الغياب الكامل للأعلام الحقيقي عن العراق.
· الختام:
ننتظر ان تتوقف انتهاكات الطفولة في العراق, واخر صورها ما حدث في واسط! عبر تحويل الطفل لأداة للتملق السياسي, فهذا النهج الصدامي في الحكم يجب ان ينتهي, ويجب ان تفهم الطبقة السياسية ان صدام وطريقة حكمه لا يحبذها الشعب العراقي, ولا تنسجم الا مع الظلم والقهر, ويجب ان تجتث من حياتنا الى الابد.