23 ديسمبر، 2024 10:57 ص

في مقابلة مغادرة المنصب رئيس الأركان أوديرنو يقول إن الولايات المتحدة كان يمكن لها “منع” صعود داعش

في مقابلة مغادرة المنصب رئيس الأركان أوديرنو يقول إن الولايات المتحدة كان يمكن لها “منع” صعود داعش

رئيس أركان الجيش الأمريكي يقول أن العراق لم يكن بحاجة إلى الانهيار
جينيفر غريفين/ فوكس نيوز
أفاد ضابط كبير في الجيش الأمريكي لـ”فوكس نيوز” أنه يشعر “بالاحباط” حين يرى المكاسب التي ساعد هو على تحقيقها في العراق تتفكك على يد تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا في مقابلة مغادرة المنصب أن الفوضى التي تتكشف راهنا “ربما كان من الممكن منعها من الحدوث” فيما لو بقيت الولايات المتحدة أكثر انخراطا.

رئيس الأركان الجنرال راي أوديرنو، الذي لم تفصله سوى أسابيع عن احالته إلى التقاعد بعد 39 عام أمضاها مرتديا الزي العسكري، قضى وقتا أكبر في العراق من أي جنرال أمريكي آخر- لمدة أكثر من أربع سنوات، وخدم في السنتين الأخيرتين كقائد أعلى، وينظر له على نطاق واسع على أنه المهندس الرئيسي لزيادة عديد قوات بلاده في العراق.

وفي مقابلة حصرية مع شبكة فوكس نيوز، تطرق الجنرال إلى مواضيع عدة، امتدت من الاتفاق النووي الإيراني مرورا بالتخفيضات الكبيرة التي طالت صنوف قوات الجيش الأمريكي، إلا أنه كانت لأوديرنو كلمات مدببة فيما يخص صعود داعش في العراق وسوريا- مشيرا إلى إن الأمور كان يجب أن لا تكون على هذا النحو.

وقال أوديرنو “إنه لأمر محبط ما نشاهده”، “لقد عدت إلى العمل الذي قمت به في الأعوام 2007، 2008، 2009، و2010، حيث وصلنا إلى موضع كان جيد بحق، لقد كانت نسبة العنف منخفضة، والاقتصاد في نمو، وإن السياسة كانت تبدو وكأنها تسير في الاتجاه الصحيح.

أوديرنو أوضح أن سقوط أجزاء كبيرة من العراق لم يكن أمرا محتوما، مؤكدا المخاوف بشأن وتيرة انسحاب القوات الأمريكية من هناك.

واضاف “لو بقينا اكثر انخراطا قليلا، أعتقد ربما كان من الممكن أن نمنع ما حدث. وقال “كنت اعتقد على الدوام أن الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط النزيه بين جميع المجموعات وعندما سحبنا أنفسنا خسرنا هذا الدور”.

في العام 2009، وبينما مايزال هو القائد الأعلى في العراق، أوصى أوديرنو بالاحتفاظ بـ 30,000- 35,000 من الجنود بعد نهاية العام 2011، حيث كان مقررا انسحاب الولايات المتحدة، إلا ان هذه التوصية لم يتم اتباعها.

وعند سؤاله عما أذا كان من الخطأ الانسحاب، قال أوديرنو “اعتقد أنه لأمر حسن بالنسبة لنا البقاء حينها”.

علاوة على ذلك، عندما استولى داعش على أجزاء كبيرة من العراق العام الماضي بضمنها الموصل وهي ثاني أكبر مدن العراق، فإن البيت الأبيض على ما يبدو لم يتصل بضابط الجيش الذي أمضى وقتا أكثر من أي شخص آخر كقائد للقوات الأمريكية هناك.

وقال “لقد اعطيت كل ما لدي من عمل لرئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي”، وأضاف أوديرنو “لم أتحدث بصورة مباشرة إلى الرئيس حول الموضوع في ذلك الوقت، ولكنني تحدثت إلى وزير الدفاع وإنني متأكد أنه كان ينقل جميع أفكاري”.

رغم ذلك، كان أوديرنو أكثر قلقا بشأن التخفيضات الكبيرة لعديد الجيش خلال السنوات الأربع الماضية- من 570,000 فردا في العام 2010 إلى ما يقرب من 490,000 اليوم، بانخفاض نسبته 14 بالمئة، وأن هذه التخفيضات في إزدياد أكثر.

وقال أوديرنو، “برأيي ليست لدينا القدرة على الردع، والسبب أن لنا جيش ليردع الصراع ويمنع الحروب، وإذا كان الناس يعتقدون أننا لسنا بالقدر الكافي من الحجم للرد، فإنهم بذلك مخطئون في حساباتهم”.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن الجيش عن تخفيض أضافي لـ 40,000 من القوات والذي سيخفض عديد الجيش إلى 450,000 جنديا- أو إلى مستويات ما قبل 11/9- نتيجة لقرار اتخذ قبل عامين.

وقال أوديرنو “اعتقدت حينها اننا سنكون باستطاعتنا فعل ذلك”، مضيفا “ولكنني قلت أننا كنا على حافة السكين من أن باستطاعتنا واقعا ان نقوم بمهمتنا بالعدد 450.” 

وأضاف: “قبل عامين لم نكن نعتقد أن لدينا مشكلة في أوروبا.. و[راهنا] روسيا تعيد فرض نفسها، كما أننا لم نعتقد أنه ستكون لدينا مشكلة مرة أخرى في العراق وأن داعش قد ظهرت.

وقال “وهكذا، فإنه مع روسيا التي أصبحت أكثر تهديدا، ومع داعش الذي تحول إلى مصدر تهديد أكبر، فإننا الآن في توازن خطير مع القدرة”.  

وأضاف أوديرنو “عندما نمضي إلى الـ 450، سينبغي علينا التوقف عن فعل شيء ما”.

أما عن أي رسالة ستقوم هذه التخفيضات بإرسالها إلى خصوم الولايات المتحدة، قال أوديرنو: “في اعتقادي أنهم سيسألون عما إذا سنكون قادرين على الاستجابة ولذلك فإنهم على استعداد للمجازفة بقدر ربما أكثر قليلا من الذي قد كانوا اتخذوه فقط قبل بضع سنوات.

وفي حين يقول أوديرنو إنه يدعم الاتفاق النووي مع إيران والذي أعلن عنه مؤخرا، إلا أنه حذّر من إيران لن تغيّر من سلوكها في المنطقة.

كما حذّر أوديرنو، الذي القى باللائمة على إيران لمساهمتها في إنهيار العراق وصعود داعش، قائلا “لقد واصلت إيران قيامها بالأنشطة الخبيثة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأنها ستستمر في ذلك”.

وقد أخبر ديمبسي الكونغرس أخيرا أن إيران كانت مسؤولة عن ما يقرب من 500 حالة وفاة من الأمريكيين، التقدير الذي لم يجادل فيه أوديرنو.

وقال أوديرنو بخصوص إيران: “لا يمكننا أن نكون ساذجين”.