19 سبتمبر، 2024 4:19 ص
Search
Close this search box.

في مقابلة تلفزيونية فريدة من نوعها : النائب ظافر العاني : إيران هي من انتصرت للعراق في مواجهة الامريكان

في مقابلة تلفزيونية فريدة من نوعها : النائب ظافر العاني : إيران هي من انتصرت للعراق في مواجهة الامريكان

في مقابلة تلفزيونية فريدة من نوعها : النائب ظافر العاني : إيران هي من انتصرت للعراق في مواجهة الامريكان عام 2003 على عكس السعودية وحكام الخليج!
ربما تعد طروحات النائب ظافر العاني والقيادي في تحالف القوى العراقية خلال حواره مع الزميل عدنان الطائي في قناة دجلة الفضائية يوم الاحد 24 كانون الثاني 2016 من أهم المقابلات التلفزيونية الناجحة والمؤثرة ، كونها وضعت تشخيصا دقيقا لطبيعة الصراعات المريرة الدامية في العراق منذ عام 2003 وحتى الان، وهي تشكل أول قراءة نوعية ومتعقلة ، بل وواقعية ، إستخدم فيها لغة التحليل النفسي السياسي المتعمق والمتفحص والدقيق والذي يضع اليد على الجرح..وادناه أهم ما حاول النائب ظافر العاني تأشيره من وجهات نظر كانت أشبه بخارطة طريق أراد من خلالها تصحيح معالم السياسات المرتبكة وأعاد وضع أطر الخطاب السياسي والاعلامي العراقي وفق أسس وطنية عراقية سليمة وممنهجة..وأدناه أهم ملاحظاتنا وتقييمنا لهذه الطروحات :
1. لأول مرة ربما يعترف القيادي والنائب في تحالف القوى العراقية ظافر العاني على خلاف كل مواقف دول الخليج أن إيران كانت رافضة لإسقاط نظام صدام حسين ، ووقفت ضد الولايات المتحدة في استهدافها للعراق عام 2003 ، كما ان تركيا رفضت هي الاخرى الاشتراك في حرب التحالف الدولي انطلاقا من أراضيها ، وهي حقيقة وان كانت مرة الا انها تؤشر ان مواقف إيران ربما كانت أكثر إيجابية أزاء العراق ونظامه السياسي من معارضين عراقيين ارتضوا بدخول قوات الاحتلال الى بلادهم لاسقاط النظام السياسي فيه، وكانت إيران قد وضعت كل جهدها ومطاراتها في خدمة العراق، قبل اندلاع حرب التحالف الدولي ضد العراق..بل ان هناك حقيقة مريرة لم يذكرها النائب ظافر العاني ولم يذكرها الكثيرون بالرغم من أهميتها ونريد أن نضعها شاهدا أمام التاريخ وهي ان السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني بالرغم من كل ملاحظات الكثيرين عليه بسبب موقفه الداعم لنظام بشار الأسد ضد شعب سوريا ، الا انه كان نفسه قد وضع كل قوات مقاتلي حزب الله اللبناني عام 2003 الى جانب قوات نظام صدام حسين لمقاتلة المحتلين الامريكان ، وكان اكثر المتطوعين الذين قاوموا الغزو الامريكي في العراق في اذار 2003 هم من متطوعي حزب الله اللبناني وهم يعدون بالمئات، وقاتلوا ببسالة وشجاعة منقطعة النظير ، ولابد أن يذكرها التاريخ العراقي بأحرف من نور ، لكن بعض المدن العراقية ومنها في العاصمة بغداد ومن نفس طائفتهم قد خذلوهم عندما راح البعض منهم يحرض الجنود الامريكان ويدليهم على مكانات انطلاقهم ويسلم متطوعي حزب الله الى الامريكان، وكان هذا أكبر خيانة يسجلها من ارتضوا ان يكونوا أداة بيد الامريكان لاحتلال بلدهم، وهذه الحقيقة لايمكن للسيد حسن نصرالله انكارها، وهو كان يردد دائما انه يدافع عن العراق مع نظامه السياسي ليس دفاعا عنه ولكن بوجه من يريد ان يخذل العراقيين او يرغمهم على الاستسلام لقوات الاحتلال العراقي، وكان حزب الله اللبناني اكثر من قدم كواكب من الشهداء من اجل الدفاع عن العراق عام 2003 ، وكان على حزب الله اللبناني وزعيمه السيد حسن نصرالله ان يؤكد هذه الحقيقة للتاريخ على انه من أكثر صفحات هذا الحزب النضالية إشراقا وشرفا، ليس بمقدور احد حتى من العراقيين ان يزايده عليها، لكن الان قارن مواقف ايران التي رفضت احتلال العراق في بداية الامر وموقف الزعيم الديني حسن نصرالله في رفضه للاحتلال الامريكي للعراق لكن كل شيء قد تغير وربما ارغمت ايران بعد ان وجدت ان لامفر من ملء الفراغ في العراق من ان تكون حاضرة فيه لكنها وجدت نفسها انها قد تم حشرها في الملف العراقي رغما عن انفها تحت تبريرات وجدت ايران فيما بعد انها ينبغي ان يكون لحضورها معنى في مواجهة الامريكان، إذ اقتنع الايرانيون في وقتها ان بلادهم ستكون المرحلة القادمة للغزو الامريكي بعد احتلالهم للعراق، لكن خذلان الامريكان في العراق وفشلهم في اخضاعه لمشيئتهم هو من خفف عن طهران هذا العبء وراحت طهران تتنفس الصعداء بعد ان واجهت الامريكان على اكثر من صعيد، وبقي العراقيون وحدهم يجترون نكسات الاحتلال وما شهده من تمزق طائفي وصراع مرير كان العراقيون انفسهم وبدفع من احزابهم الطائفية وقودا لتلك الحرب.
2. الحقيقة المرة التي أعاد النائب ظافر العاني الافصاح عنها ان السعودية وقطر وكل دول الخليج هم من استقدموا الامريكان وهم من ساعدوهم على احتلال العراق ، متسائلا : كيف يكون من يطلق عليهم ( سنة العراق ) ان يكونوا موالين لدول الخليج وهي نفسها التي كانت قواعدها وبلدانها منطلقا للعدوان على العراق في عام 2003 وما بعدها، وكانت السعودية من اكثر الدول الخليجية من وضعت تحت تصرف الامريكيين كل قواعدها واموال نفطها لكي تقضي على أية معالم قوة للعراق ولكي تزيحه عن موقعه العربي انذاك، وتكون زعيمة المنطقة بلا منازع ، حتى ان النائب ظافر العاني قد عبر عن استغرابه من هجمة القوى العراقية نفسها التي كانت متواطئة مع دول الخليج والسعودية على احتلال العراق وهم انفسهم الان من يشنون حملات شعواء ضد السعودية بالرغم من انها كانت حليفتهم في ايام الاحتلال الامريكي ، ولولا السعودية لما تمكن الامريكان ومن جاءوا معهم من معارضي الخارج من احتلال العراق عام 2003 ، والان انقلبت الطاولة على حلفاء الأمس، ومع كل هذا يتهم المكون السني الذي تعرض الى ظلم رهيب حتى من اشقائه العرب الى ان يكون عميلا للسعودية وقطر وهي نفسها هذه الدول التي كانت قد ناصبت العراق العداء واوصلته الى ماوصلت اليه من تدهور وفوضى وضعف واضطراب وما زالت السعودية ودول الخليج تتجرع كؤوس المرارة لأنها أزاحت العراق، حتى وجدت نفسها وحيدة مكسورة الجناح في مواجهة الاطماع الايرانية التي وجدت الظرف الدولي يسمح لها هي الاخرى بإبتلاعها بعد ان شاع قانون الغاب ولم تعد لسيادات الدول من معنى او من يحافظ عليها، واستبيح العراق، وها هم العرب يتعرضون للاستباحة بعد ان وقع الفأس في الرأس يوم كان العراق مدافعا عنهم، ويذود عنهم بوجه كل من يحاول ان يمسهم بسوء ، ولولا مواقف العراق ازاءهم لكان مصير عقال الكثيرين من مواطني دول الخليج في خبر كان، وهم الان ربما نادمون اكثر من أي وقت مضى لانهم خذلوا العراق وساعدوا على احتلال بلده وسلموا رقاب شعبه للامريكيين ، بلا مبرر.
3. لقد وضع النائب ظافر العاني اليد على الجرح حينما اشر في حواره الهاديء الصريح مجريات كل ماجرى في العراق بروح عراقية اصيلة وبلا دوافع طائفية وحاول قدر الامكان ان يبتعد هذه المرة عن تحليل ابعاد المشكلة في اطارها الطائفي لكنه وضع اللوم على الحكومة التي اتخذت من اللعبة الطائفية وسيلة للتأجيج ضد المكون الآخر، واظهر بالدليل القاطع كيف تعرض المكون (السني) الى سياسات ممنهجة تعيد بنا التاريخ ليجتر كل ظلمات الماضي وما جرى في عهد المالكي من تصوير الصراع على انه بين جماعة الإمام الحسين وجماعة يزيد ومعاوية والذي حاول المالكي التأكيد عليه دوما لوصف الصراع غير المبرر بين السنة والشيعة ايام التظاهرات الاحتجاجية ، وأكد العاني ان الشيعة ربما هم اكثر ضررا من سياسات المالكي، وما تعرض له السنة هو بسبب كل هذا الحرمان والقتل والاعتقالات والتهجير وداعش وسياسات الحكومة الرافضة للاستجابة لمطالبهم المشروعة ، وكل عوامل الشر التي اذكتها بعض الجماعات المسلحة ، قبل احداث ديالى ، فما تعرضت له مناطق العراق ومحافظاته منذ عام 2003 ، حتى الان شاهد على ذلك ، وكأن السنة كلهم هم المتهمون بأنهم إما صداميون او بعثيون او قاعدة والان كلهم متهمون بأنهم دواعش، مشيرا الى ان جسر بزيبز كان اكبر شاهد على جريمة العصر في انتهاك حق أهل الانبار وكل عراقي يريد ان يدخل بغداد هربا من جور داعش واذا بحكومته تحرمه من حق الدخول الى بغداد ويحصل على حق العيش الامن فيها وتعرضه لشتى المهانات ووسائل الاذلال، وظهر من يعطي الحق لداعش عندما راحت تعيرهم بهدم مساجدهم واستباحة محافظتهم قبلها وبعد احتلاها لمحافظتهم لاعطاء المبرر لوجودهم، بالرغم من انهم مجرمون وقتلة وهم يشتركون مع الجماعات المسلحة في اشاعة اجواء القتل والارهاب واستباحة الحرمات.
4. أوضح النائب ظافر العاني خلال الحوار ان العالم كله قد وصل الى قناعة ان هناك مكونا كاملا في العراق يتعرض للظلم وللحرمان من ابسط حقوقه ، وان دول العالم والمجتمع الدولي يريدون اعادة تصحيح تلك المعادلة المختلة بعد ان وصل الظلم مدياته الخطيرة ولم يعد السكوت على ما يتم ارتكابه بحقهم ممن مارسات امرا ممكنا ، واذا ما بقيت الحكومة العراقية على سياساتها التأجيجية الطائفية ودعواتها لقطع علاقاتها مع دول الجوار فسيعيش العراقيون في عزلة خانقة وسيكونون محل استهجان المجتمع الدولي، اذا بقي تصعيد الحملات الدعائية على هذه الشاكلة وبخاصة ضد دول الخليج وسيكون شعب العراق الخاسر الاكبر ان لم يحترم الاطر الدبلوماسية والمواثيق وان لاتكون مواقفه ازاء دول مجاورة ملكية اكثر من الملك ، مشيرا الى ان ايران نفسها قدمت اعتذارا الى السعودية على انتهاك حرمة سفارتها بطهران حتى ان خامنئي نفسه وهو المرجع الأعلى في ايران قد أدان عملية اقتحام السفارة السعودية بطهران ، بينما يؤجج مسؤولون عراقيون نار الازمات ولم يقفوا الموقف الذي يتلائم حتى مع الموقف الايراني المتوازن ضد السعودية التي تواجه سخطا من كثير من العراقيين من نفس مكونها لانها لم تقف الموقف الايجابي الداعم لهم وكانت سببا في وصول بلدهم الى تلك الحالة المأساوية الرهيبة التي هو عليها الان.
5. استطاع النائب ظافر العاني في هذه المقابلة التلفزيونية المتميزة في قناة دجلة الفضائية والتي ادارها بنجاح الزميل عدنان الطائي المعروف بذكائه وفطنته وقدرته على إختيار الاسئلة وادارة الحوار بروح من المسؤولية والمهنية ان يميز من خلالها النائب ظافر العاني بذكاء وحنكة بين متطوعي المرجعية ممن اطلق عليهم الحشد الشعبي وممن انضووا تحت احزاب تحمل السلاح خارج اطار الدولة ، وحاول ان يقارن بين رغبة المكون الاخر في ان يكون له مكان مناظر في هذا الحشد وهم قوات الحرس الوطني بعد ان رفضت الحكومة اتفاقها مع المكون الاخر وانقلبت عليه وعلى قيادات مكونه ونكثت عهودها معهم ولم تعط لجمهورهم الحق في ان يكون له شرف قتال داعش تحت هذا العنوان، كما ظهرت تصرفات من بعض ممن انخرطوا في الحشد الشعبي خرجت عن المهمة التي انيطت بالحشد لمقاتلة داعش وراح التوجه من بعضهم لاثارة الاحقاد والضغائن واستهداف المساجد في حالة خروج عن تعاليم المرجعية وتعديا على حرمات بيوت الله وحقوق مواطنين عراقيين لاذنب لهم فيما ترتكبه داعش من جرائم لأنهم هم من اكتووا بنار داعش وظلمها وجورها واستباحتها لمحافظاتهم، فكان حديث النائب ظافر العاني رؤية تحليلية معمقة هادئة ومتزنة حاول النائب العاني قدر الامكان ان يبعدها عن (الإطار الإسلامي) لرؤية الاحزاب ذات الطبيعة (الإسلامية) لينحو بها منحى وطنيا..وأنصح شخصيا كل عراقي وبخاصة ممن ركبوا موجة السياسة او انخرطوا فيها بمعرفة او بجهل ومن قادة البلد أن يطلعوا على مجريات ذلك الحوار لكي تتكشف الكثير مما يجري من تغافل للحقائق المرة وما جرى من حالات خروج غير مألوفة في أروقة السياسة العراقية التي فشلت في وضع سياسة لدولة يحترمها مواطنوها ويحترمها العالم وهو ما اوصلنا الى هذه النتائج المأساوية المريرة التي نحن عليها الان، بل ان الخطاب الوطني العراقي اذا ما سار بهذه الصراحة مستقبلا فيمكن وضع اليد على الكثير من الحلول التي تيسر امر السيطرة على الملف العراقي الداخلي وتنتقل به خطوات متقدمة الى الامام لكي نغادر تلك المرحلة بكل مراراتها وسقمها وجورها ونودع زمن الظلم والاضطهاد والطائفية والإصطراع غير المبرر الى غير رجعة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات