22 نوفمبر، 2024 5:06 م
Search
Close this search box.

في مفهوم الوطنية بين حزقيل ساسون والشهرستاني          

في مفهوم الوطنية بين حزقيل ساسون والشهرستاني          

كنا في عصر ما قبل الطائفية عندما نملأ استمارات المعلومات نكتب في حقل القومية (عربي) ونحن نشعر بالزهو لأننا من (الاكثرية) في وطننا ، ويزيد زهونا عندما نكتب في حقل الديانة (مسلم) لأن في ذلك تعزيزا لأكثريتنا ، وفي ظل نظام ديمقراطية المحاصصة والفساد تطور الامر ففي استمارات القوات المسلحة ادخلت فقرة المذهب ، ولم يكتفى بذلك فأضيفت فقرة مذهب الزوجة للتعرف طبعا على (خوال الولد) وقد تضاف فقرة مذهب سابع جار لكي يكونوا دقيقين تماما في منظومة انتقاء الافراد على وفق (الكفاءة) المذهبية.تلك المنظومة التي كان محصلتها ان تسقط الموصل بدون معركة..وسيبقى المؤرخون حائرون باحثون عن اسم للا معركة الموصل وقد يسمونها كما اسماها شعب العراق(معركة الهورنات)
الوطنية ايها الاخوات والاخوة لا علاقة لها بالاقلية  والاكثرية ولا بديانة الفرد او قوميته بل بمدى حب الوطن وأهله (جميعا) مهما كان مذهب خوال الولد في استمارة وزراء الدفاع السنة الذين لم يفكر احدهم بألغاء هذه الفقرة وهم عالمون بأن هذه الفقرة وجدت لتفضيل مذهب آخر على مذهبهم لأنهم كانو من سنة السلطة والعقود الزاهية بالفساد.
من يريد ان يعرف معنى الوطنية عليه ان يعرف ان الوطني العظيم المنلوجست عزيز علي كانت كل منلوجاته الوطنية من قصائد عراقي يهودي اصيل ليس عربيا ولا مسلما ولا يعرف الدرباشة ولا اللطم ولا يعرف ايران، ولا السعودية ولا المنقذ اردوكان، ولا عسكر المالكي وعسكر يزيد ،ولا يستبدل سلطان هاشم بقاسم سليماني..
ومن يريد ان يتبحر في الوطنية عليه ان يعرف من اين جاء تعبير (يحزقلها) اي يقتصد كثيرا بالمصاريف؟؟لقد جاءت من حزقيل العراقي الاصيل اليهودي الذي كان اول وزير مالية للعراق في العام 1921 ذلك الوزير الذي اصر على اصدار الدينار العراقي بدل الروبية ، ورفض بشدة رجاء الملك فيصل الاول مناقلة 20 دينار لبناء مدرسة كان الملك قد وعد بها اهلنا في الديوانية قائلا له ان وعدك يمكن تنفيذه خلال الموازنة القادمة لأن الموازنة اقرت وانتهى الموضوع . بل انه ذهب بنفسه مع المهندسين لأيام الى بناية القشلة(دار الحكومة) ليقلص سعر ترميمها الى 48 دينار ليوافق بعدها على الصرف..
قد يسأل سائل لماذا تقارنه بالسيد الشهرستاني ولم تقارنه بالسيد زيباري كونه نظير له وأجابتي هي ان النفط هو ماليتنا الوحيدة والحمد لله قبل الثورة وبعدها وقبل الاحتلال وبعده…والسبب الثاني هو ان حزقيل العراقي دوخ الشركات الاجنبية في مفاوضات النفط ولما وصل سعر البرميل الى 4 شلنات اصر ان يكتب في العقد انها ذهبية (4 شلنات ذهبية) رغم السخرية والاستهزاء التي واجهها من المفاوضين كون الشلن كان اقوى عملة في حينه..بعد سنتين انخفضت العملة كما كان هو يتوقع كونه خبيرا وليس ثائرا ماضويا جاء ليحل المظلومية ويأخذ ثأرا.. وظل العراق محافظا على حقوقه.
ننتقل الى السيد الشهرستاني الذي وعد شعبه بتصدير الكهرباء..أو الذي قال عنه السيد المالكي انه (قشمرني).وننتقل الى جولات التراخيص ..والتي جعلتني أدمن نظرية المؤامرة التي أمقتها ونشرت مقالا بعد يوم من توقيعها حيث انها حصلت في نفس اليوم وفي نفس الوقت الذي تفجرت فيه خمسة وزارات وبدا ألأمر كأن بغداد قد سقطت..تساءلت في المقال: كيف يحضر كل هؤلاء الاجانب الاثرياء في وزارة النفط رغم تفجير خمسة وزارات وبنفس الوقت ويصادقون على التراخيص أن لم يكونوا واثقين من أن الامر لا يعنيهم؟؟؟؟
قد تتوقعون مني توضيح تلك الجولات ..فأقول انها بحاجة الى بحث كامل تكون استنتاجاته ان العراق ليس له اهل تماما…وأن التأريخ لم يشهد زعماء احتقروا شعوبهم كزعمائنا..وأختصر لكم قصة التراخيص بأننا ندفع 21 دولار عن كل برميل نفط نبيعه للشركات المنفذة لربع قرن بينما لم يتجاوز الرقم دولارا ونصف في تأريخ العراق..ولمجلس النواب اقول لا تحلموا بتغيير عقود التراخيص حيث انه وعلى  الرغم من ان العقود وقعت على ارض العراق ولنفط العراق فأن العقود نفسها تنص على انه ان حصل خلاف فيتم اللجوء للتحكيم..ولكن أين؟؟ليس في القضاء العراقي وأنما في قضاء الدول الام للشركات
اخيرا ورغم اني لا أترحم على احد في مقالاتي ألا انني أجد نفسي مضطرا للقول: رحمك الله يا حزقيل العراقي ورحم الله الوطنية العراقية ورحم الله احلام شعب العراق في اجياله القادمة

أحدث المقالات