الأمين العام لحركة اليسار التقدمي في العراق
منذ ان أعلن الرئيس المصري أنور السادات ، قبل اغتياله، شعار مرحلته السياسية المنحطة بالاعتماد على قناعته التي توصل إليها يومها، والتي أعلنها بصيغة : ( قرار الربط والشد بيد أمريكا….وكل الأوراق بيد أمريكا ) وخلالها قاد المرحلة المصرية – الساداتية نحو السقوط الكلي، وبدأ معها ارتهان مصير مصر ومن خلفها العرب في عدد من الدول العربية بيد الأمريكيين، بدءا من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ، ومن أمامهم وخلفهم قادة الكيان الصهيوني في إسرائيل، بدءا من بيجين وشامير ونتانياهو ووضع مصر بكاملها رهينة هذا التوجه السياسي التراجعي المفرط بحقوق العرب بعد توقيعه على اتفاقيات كمب ديفيد ووضع السياسة المصرية السيرة هذا المنحى غالى اليوم.دول وحكومات وشعوب عربية قاومت هذا الاتجاه المصري ولكنها عجزت عن الصمود بعد ان انفرطت جبهة الصمود والتصدي ، وارتضت الدول العربية تباعا الرضوخ للإرادات الأمريكية ، خصوصا بعد العدوان الثلاثيني على العراق شتاء 1991 وما بعده فرض الحصار الظالم على العراق لمدى 13 سنة ، ومن ثم الشروع بتنفيذ غزو العراق وإسقاط دولته الوطنية وإلغاء نظامه السياسي الوطني، لحقته حال تدحرج وسقوط حر لقطع دومينو النظام العربي الرسمي ليضع الجميع مبدأ السادات وسياسته قيد التطبيق والى يومنا هذا.
ما يهمنا على مستوى الوضع العراقي، خاصة ما بعد 2003 حيث نفذت فيروسات العدوى الساداتية تدريجيا إلى بدن وعضد بعض الساسة العراقيين وغزت عقولهم ومفاصل حركاتهم الأمراض الساداتية لينضموا إلى قناعات السادات السابقة ويضعوا قضية الربط والشد بيد إدارات واشنطن، رغم حجم المأساة في العراق وما قادته السياسات الأمريكية الحمقاء بتدمير العراق دولة وشعبا ومؤسسات.وفي عمق هذه المأساة نرى ونعرف ان هناك سماسرة ووكلاء ومتطوعين جدد يروجون للوساطة والدعوة إلى التعامل مع الأمريكيين لحل مشكلة العراق قبل وبعد مرحلة “داعش” .
والغريب في ذلك ان لكل منهم صنارته وأسلوبه في صيد غيره لجره للتعامل مع اليانكي الأمريكي مباشرة أو بالواسطة.وإذا كانت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة الخضراء تقوم بمثل تلك الارتباطات والمهام الموكولة لها ،وموظفوها يقومون بحل وربط عقد وخيوط الأزمات بين أطراف العملية السياسية فإنها تركت لبعض الأسماء والعناوين والشخصيات الهامشية بمهمة اصطياد المغفلين وبعض من يدعون “الصحوة الوطنية” والممانعة نحو الاقتراب من دورة مياه اليانكي لاصطياد الأشخاص ومجموعات معينة بغية إسقاطها للارتباط مباشرة أو بالوكالة بشبكات الحوار والتواصل والاستجوابات في مكاتب ودعوات الفنادق الفاخرة بحجة شرح الموقف العراقي تارة أو إيصال صوت ومعاناة العراقيين، أو إيجاد حلول ووضع تصورات للمرحلة القادمة.والسؤال الذي يلح علينا طرحه وبقوة : هل عجزت خبرة أمريكا ومؤسساتها الاستخباراتية ووسائطها وشبكاتها ومراكز دراساتها من الوصول للتحاور والاستماع والوصول إلى من تراه فعلا ذي قدرة على التأثير في مجرى الصراع المحتدم الجاري في العراق والمنطقة والتفاوض معه من دون وساطات مشبوهة ، أم أنها تركت الأدوار الخائبة لحفنة من الوجوه البائسة ،وجلهم من من سقط المتاع والمشتغلين سرا وعلنا مع وكالة المخابرات الأمريكية لاستدراج البعض من الوطنيين وتشويه صورتهم الوطنية والنضالية بشكل مقصود مقابل وعود كاذبة وأوهام عن قرب الحلول لقضية العراق ، مقابل دفع رشوات لا تتعدى أحيانا دفع تكاليف تذاكر السفر والمبيت في الفندق في عاصمة ما ليعود الخائبون من تلك الاجتماعات بسواد الوجه يستغلهم سماسرة معروفون ممن يقبضون مخصصات المهمة التجسسية وينعمون بالحماية الأمريكية ويبيعون العراق من دون خجل عن سمعة وماض ساقط . لقد آن الأوان ان يستحي البعض من ورثة مبدأ السادات والساداتية والمروجين بوضع الأوراق كلها بيد أمريكا ، وليكفوا عن رهن العراق وحركته الوطنية ومحاولاتهم المستمرة لتشويه النضال الوطني لمن تبقى من العراقيين الأحرار من حملة المشروع الوطني المناهض للاحتلال والعملية السياسية.
وان لم يكف أمثال هؤلاء، ومن يتعاون معهم، مهما كانت مواقعهم وصفاتهم السياسية، عن هذا العبث بمصير العراق فإننا قادرون على كشف أوراق ” سيبندية” التوكيل بعقد وتمرير تلكم الصفقات من الذين باتوا يعتاشون ويرتزقون منها في السر والعلنية، عبر أشخاص ودكاكين وبسطات سياسية ومخابراتية باتت روائحها تزكم الأنوف ، وعلى رجال الصف الوطني الشرفاء التعفف عن قبول اللقاء والتنسيق والتعاون مع أمثال هؤلاء حفظا على نصاعة الثوب الأبيض لرجال وثوار العراق.
وقد اعذر من انذر.
وان غدا لناظره قريب