23 ديسمبر، 2024 3:33 ص

في مؤتمر ” داحس والغبراء ” … ” تمخض الجبل فأولد فأراً”

في مؤتمر ” داحس والغبراء ” … ” تمخض الجبل فأولد فأراً”

شخصيا ، كنت اتوقع ان تكون هناك مفاجأة من الوزن الثقيل سيعلنها الاتحاد العراقي لكرة القدم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الاثنين الماضي في فندق فلسطين وترأسه رئيس الاتحاد ناجح حمود ، سوف تجعلنا قريبين من عملية الاصلاح الذي غاب عن اجندته منذ زمان بعيد جداً ، الا ان هذا التوقع ذهب ادراج الريح وخاب ظني وظن ممن حضر من زملاء مهنة المتاعب بان يكون المؤتمر انعطافه جديدة لعمل الاتحاد او حتى في اقل التوقعات سقفاً بان يكون هناك فتح لكل الابواب المغلقة بوجه الجميع لطبيعة تعامل الاتحاد مع الملفات المهمة حتى وان كانت ” منتهية الصلاحية ” وخسرتها الكرة العراقية بالضربة القاضية، التي طرحها الرئيس حمود خلال حديث مطول ذكرني بالحروب العربية الطويلة ” داحس والغبراء ” ، على الرغم من انني اختلفت كثيرا مع احد الاصدقاء المهمين بالنسبة لي من ان تكون نقطة التحول في هذا المؤتمر نتيجة التحضير الذي استغرق له المؤتمر ، الا ان خسارة رهاني احبط معنوياتي كون المؤتمر تحول الى ندوة اريد بها ” تبييض ” سجلات الاتحاد من الانتكاسات والانكسارات الادارية في عمله ومحاولة رمي كرتها في شباك الاخرين بقصد واضح المعاني ومن دون تردد ، حتى تحولت تلك الساعات الاربعة والنصف ( الزمن الذي جلست فيه بالقاعة ) الى مجرد طروحات ” ضعيفة ” جدا  غير مقنعة ودفاعات لم تقنع او تصمد ازاء ما كان يتوقعه الحاضرين من نقاشات قد تضع اقدامنا في اول الطريق الصحيح ، ولكن ” ليس كل ما يتمناه المرء يدركه  … تجري الرياح بما لا تشتهي السفن “.
لن اناقش في كلمتي هذه ما جاء في المؤتمر لكوني اعطيت صورة وان كانت مقتضبه عن قناعاتي بما طرح فيه باعتباري ” مراقب ” في السلطة الرابعة ، ولن انكر بانني كنت متحمساً بان اسمع جديداً من اتحاد الكرة للفترة المقبلة لعمله وهذين الامرين شكلا لي نوعا من الامل قبل الدخول الى القاعة ، الا ان ذلك لم يحدث وتم نسفه من مخيلتي وطموحاتي كون من كان صاحب فكرة المؤتمر بالأساس فكر بطريقة خاطئة جدا مهما يكون عنوانه الوظيفي او توجهاته في الموضوع، بسبب ان جميع المواضيع التي طرحت في ساعاته الاربعة والنصف كانت ” مستهلكة ” ولم تحمل صبغة الوصول الى الامام في العمل الاداري للاتحاد ، بل كانت تحمل بصمة ” التبرير ” وابعاد شبهة ” التقصير ” عن عمله بصورة واخرى ، ونحن اليوم لسنا بحاجة الى ان نرمي ” فشلنا ” ونعلقه في شماعات الاخرين كون الجميع يجب ان يعمل بمنظومة عمل واحدة في الرياضة العراقية ومن ضمنها الكرة العراقية ، واظن على سبيل المثال لا الحصر ، بان فشل العراق  في اكمال متطلبات استضافة بطولة خليجي 22 في البصرة حسب ما طرح من وثائق في المؤتمر من قبل الاتحاد لا يخص وزارة الشباب والرياضة فقط بل كل المؤسسات الرياضية ومجلس محافظة البصرة واتحاد الكرة ، لكون التقارير كانت ” مخجلة ” جدا في نسب الانجاز بالعمل بالإضافة الى تلكؤ معظم المشاركين في انجاز اعمالهم كان من المفترض ان نكون جميعنا ” مراقبين ” ويرتفع صوتنا في حالة وجود خلل في مكان ما بدلا من اتباع سياسة ” اني شعلية”.
بطبيعة الحال سيطرح سؤال حول ما طرحناه بضرورة ايجاد حل، ويطالب بالبديل ، فلنا فيه القول الكثير ، فاتحاد الكرة مطالب اولا ، بالاعتراف بإخفاقاته الادارية التي مرت في عمرة البالغ سنتين واربع اشهر تقريبا ، التي بدأت في امور عديدة ممكن ان ، نذكرها على عجالة التي تمثلت في ، تلكؤ اقامة دوري كروي منتظم ، بالإضافة الى غياب بطولات مثل بطولة الكاس و مباراة السوبر بين بطلي الكاس والدوري و البطولات التنشيطية واقامة احتفاليتي الافتتاح والختام للموسم الكروي ، كما ان غياب بطولات الفئات العمرية الخالية من التزوير ، وفقر اعداد منتخباتنا نتيجة عدم وجود تخطيط مسبق للموسم الواحد او المواسم المتعددة ، هذا من جانب ، اما ما يخص البديل ، فان اتحاد الكرة كان مطالب في ضوء تداعيات المشهد الكروي الحالي، بان  تكون هناك نظرة مستقبلية في للواقع الكروي في العراق للقادم وليس طرح مواضيع تيقن الجميع بان الخلل واضح كوضوح الشمس في شهر تموز العراقي ، وان يناقش الوضع المزري للكرة العراقية ، ويستمع الى الجميع قبل ان يجبر من حضر الى الاستماع لمحاضرة طويلة من قبل مدير المؤتمر الذي يمتلك ” كونترول ” القيادة للمؤتمر جعلت كل من في القاعة يشعر بان الفائدة المرجوة من اللقاء الذي اراده اتحاد الكرة لفتح افاق جديده مع الاعلام كانت صفراً على الشمال لا ينفع ولا يضر ، وحتى ان كان من هو في سدة حكم جمهورية الكرة العراقية يحسب حسابات اختلفت موازينها في ” الحقل والبيدر ” فمن الضروري ان تكون هناك سياسات جديدة تنبع من المطالبات الكثيرة للشارع الكروي بدءً من اهل الاختصاص وانتهاءً بالجمهور الرياضي ، والمتمثلة في انهاء سياسة ” غلق الابواب ” التي يتبعها الاتحاد حاليا ، التي ابعدت الكثيرين من خبراء اللعبة عن الاتحاد حتى تم افراغ الساحة من الكفاءات الكروية التي احيلت على التقاعد ” اجبارياً ” وهمشت حتى بات كل من يحمل افكارا ممكن ان تطرح على الاتحاد لغرض التطوير والافادة يخشى من طرقها والحديث عنها بصوت عالي كون الجميع يشعر بان تواجدهم في الاتحاد كغرباء والمثل يقول ” يا غريب كن اديب ” ، وعلى الرغم من اننا سمعنا في المؤتمر ذاته بان ابواب الاتحاد مفتوحة للجميع وبكافة التفاصيل الا ان الواقع يقول خلاف ذلك ، وهنا نقف لنقول ، اما ان يكون الاتحاديين لم ينفذوا اوامر الرئيس او ان الرئيس تكلم بهذا بردة فعل لا غير!!.
خلاصة الكلام ، نجد ان المؤتمر فشل في اقناع الحاضرين بمضمونه وجوهره ، لتتجدد ” مأساة ” التعثر الكروي الاداري العراقي  مع سبق الاصرار والترصد ، ضاربين المثل الذي يقول ” تمخض الجبل فأولد فأراً ” ، والامثال تضرب ولا تقاس ، ولنا عودة.