كأنّهُ سببٌ شبه غامضٍ وعفَويٍ على اقتصار اللغة العربية وكلّ اللغات الأخرى على علامتي الإستفهام والتعجّب بشكلٍ خاصّ , دونما حضورٍ او وجودٍ محدّد ” لعلامة إبهام ” , بالرغم من قربها منهما , لكنّها أوسع وأبعد أبعاداً .
ما دفَعَني دفعاً لتناول او التعرّض لهذه النقطة غير المتداولة ابداً , ومن زاويةٍ محصورةٍ كأنّها متناثرة الأضلاع .! فهو اوّلاً التصريح الأخير للرئيس الأوكراني زيلينسكي في مؤتمرٍ دوليٍ بأنّ بلاده بحاجةٍ ماسّة الى مبلغ 17 مليار دولار لإعادة إعمار اوكرانيا وإنعاشها اقتصادياً .! , ما يمكن أنْ يُفهَم من هذا التصريح بأنَّ وكأنَّ لا ضَرَباتٍ صاروخيةٍ روسيّةٍ على الطريق , ولا قصفٍ مدفعيٍ وجويٍّ مكثّف قادمٍ في قادمِ الأيام ” عدا عن المعركة الكبرى بين الطرفين التي تتحدث وتستبقها وسائل الإعلام ” , وقد تليها وتعقبها معاركٌ أشدّ عنفواناً قد يتحوّل مبلغ ال 17 مليار دولار وكأنّه خردة .! وممّا لم تبلغ رؤى زيلينسكي هذا الحدّ بعد , وكأنّ ضمنَ هذا المبلغ فإنّ الحرب ستتوقّف خلال الساعات القادمة .! .. < غيرَ مقبولٍ في الإعلام تحديد الأرقام المسبقة , لاسيّما في الظروف الحربيّة > .
ثُمَّ ثانياً , ودونما متطلّباتٍ لأيِّ ثالث الأثافي ! , فإنَّ القاسم المشترك الوحيد المرتبط والملتصق كليّاً < روسيّاً – اوكرانيّاً > بعلامة الإبهام المفترضة – المجسّمة , فهو اعلان الرئيس الأوكراني هذا بخروج 345 سفينةٍ من الموانئ الأوكرانية وبعضها تحمل ثمانية ملايين طنٍ من المنتجات الزراعية للتصدير الى دولٍ مختلفة .
تلكُنَّ السُفُن وتلكم المنتجات الزراعية وربما الصناعية , فجميعها تقع ضمن مديات الأسلحة المتوسطة الروسية ” وليست المدفعية او الصاروخية , ولا نشير هنا الى احتمالات انقضاض القاصفات والقاذفات الجوية الروسبة لتحويل تلكم البواخر وحمولاتها الى اطلالٍ بحْريةٍ قد تلتهما الحيتان والأسماك .!
ومهما كانَ للإعتباراتِ الإنسانيةِ من ايّ اعتباراتٍ ما او مفترضة في الحرب ووسائل وآليّات القتل ” بصيغة الجمع ” بغية الوصول والتوصل لوقف الحرب , فإنّ موقف الكرملين والرئيس بوتين تجاه هذه التسهيلات البحرية – التصديرية لأوكرانيا , فإنّها تدعو وتستدعي لإستحداث رسمٍ ونحتٍ لعلائمِ إبهامٍ يصعبُ تلوينها او تضليلها ايضاً , في الصددِ هذا وسواه .!