7 أبريل، 2024 11:12 م
Search
Close this search box.

في ليلة مدفنها .. ماذا وجدوا في جيوب الفتنة…؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أعظم الفتن ما يناغم الواقع، وأخطرها ما يُسيس المجتمع، ويدفع بالناس الى فضاء اللامجهول، فمن السهل خداع البسطاء بالفتنة، ولكن من الصعب إقناعهم بالحقيقة، وهنا تكمن وظيفة المصلح بعدة إتجاهات، من حيث إثبات الحقيقة التي تتخفى خلف كواليس أصحاب الفتنة المصطنعة، والنزول الى الواقع المنحرف لتفنيد مباني الفتن، وتكون فرص نجاح المصلح ضئيلة! وهي أقرب الى طريق مسدود، من حيث إرجاع المجتمع الى جادة الصواب، اذا ما كان الواقع المتردي، هو من يتحكم في كل ما يقال وينسب.تلك الصورة السوداوية في مراحل تطور الفتن، لا تعفي رجل الإصلاح من مزاولة أعماله، ولكن بنفس الوقت ستكون هنالك نهاية، ينتهي عندها كل شيء بالتسليم الى عدم إصلاح المجتمع، وللصورة دليل واضح بعد رحيل النبي الأكرم سنة 11 هجرية، إذا أنحرفت مجتمعات الجزيرة العربية والإسلامية، خلف فتنة صنعت كواليسها من داخل بيت الرسول الأكرم…! وراحت كل إمرأة تدعوا المجتمع الى أبيها، وحلت كارثة النبوءة التي أدلى بها القرأن الكريم مسبقاً، “وما محمد إلا رسولٌ خلت من قبله الرسل* أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم”الفتنة ومن حيث طرحها من قبل القرآن الكريم مسبقاً، هي حاصلة لا محالة، ولكن هذا لا يعفي رجل الإصلاح الأول، ووريث رسول الله الحقيقي، من أن يمارس عمله في المجتمع، ولعل خطابه في “نهج البلاغة” ينقل لنا أعظم صورة، عن معاناة الإمام “علي” في المجتمع وإرجاعه الى طريق الحق، فلم يَكل سيفه ولا لسانه، ولكن قلبه الأحمر الصغير وصل الى مرحلة، لا يتحمل بعدها سذاجة وجهل الناس، فرمق السماء بطرفه وقال” اللهم أبدلني بخيراً منهم، وأبدلهم بشراً مني” وهنا إشارة للطريق المسدود الذي وصل الامام إليه.
الليلة ونحن نقبر ضحايا الخلافات المجتمعية، جراء الحرب الإعلامية التسقيطية المشتعلة منذ إسبوع، في الوسط الشيعي الديني والسياسي، وبعدما فتشنا جيوب الفتنة…. ماذا وجدنا..؟ وماذا إستفدنا..؟ ومن الرابح.. ومن الخاسر…؟.
1- وجد سذاجة بالمجتمع، تصل الى إشعال نيران الفتنة بينهم، تزامنا مع إشعال نيران المفخخات في مدنهم..! وبدلا من يتكاتفوا لإطفاءها وهي تلنهم أجساد أطفالهم ونسائهم ورجالهم، يتفرقوا لكي يشعلوها نيران بينهم من جديد، عن جهل وسذاجة لا مبرر له.2- وجد إن المرجعية بالرغم من عدم إستقبال السياسيين الشيعة، لأسباب ليست وليدة الحدث أو التوقيت المتزامن مع ذهاب وفد التحالف، إلا انها ترى في تلك المكونات، القوة والرؤية التي تستطيع من خلاله طرح مشروعها وتطبيقه في المجتمع، دون إستعانة مرجعية قد تؤثر على مشروعهم أكثر مما تدعمه، وهذا بحد ذاته دعم للتحالف.
33- وجد تصريحان لمعتمد المرجعية الدينية، أحدهما يتبع الأخر، والأخير يفسر الأول، والنتيجة من كليهما تقول: بأن المرجع لا يرى مصلحة بزج أسمه بعمل التحالف الوطني وإطروحاته السياسة، مادام هو قادراً على ذلك.
ماذا لو إستقبل المرجع الأعلى وفد التحالف الوطني..؟ ودعم مشروع التسوية السياسي الذي بين أيديهم..؟
من خلال ما نشهده من تدخل (سعودي- قطري- تركي) الرافض لمشروع الحكم الشيعي في العراق، عن طريق أجندات سياسية فاعلة، من يضمن أن لا تؤجج تلك الدول، الجانب السني بشقيه (العربي والكردي) من خلال أجندتها لرفض التسوية التي أطلقها الشيعة، بحجة إن السنة لا تتقبل حل فُرض عليهم من مرجعيات دينية مجتمعية تحسب لجهات شيعية، وبذلك نخسر جميع الأطراف المعنية بالمشروع.
نصل الى حقيقة تقول بأن المرجعية، ترى بمجرد دخول التحالف الوطني، لبيت المرجع الأعلى، وتأييدها للتسوية، ستكون إطلاقة رحمة تنهي وتميت مشروع التسوية الى الأبد…! ولذلك المرجع حاول بكل طريقة إبعاد مشروع التسوية عنه، حتى لا يكون وَأد المشروع وقتله في داره..! وبتلك الحقيقة لابد أن يتبحر ويتبصر كل إعلامي او سياسي أو عبداً لزعيم تيار أو كتلة، حتى لا يدركه طوفان الفتن المقيتة، كما ادرك أربابه.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب