18 ديسمبر، 2024 11:11 م

لو استعرضنا تاريخ العصور القديمة نجد ان اسلحة تلك العصور هي بدائية وتقتصر فيها الدفاع عن النفس والمدينة من الغزوات الاجنبية وبعد النهضة الاوربية تطور الحالة وتم اكتشاف اسلحة جديدة توازن التحديات والحاجة اليها اصبحت ضرورة ملحة , وفي فترة الثورة الامريكية منذ القرن السادس عشر الى القرن العشرين طورت الاسلحة النارية وبرزت المدافع والطائرات , واول من اخترع المسدس هو الامركي صمويل كولت عام 1839 كتقديم براءة اختراع حينها قال اليوم تساوى القوي والجبان ومايهمني بالامرهو مارأت عيني في الايام الماضية عن بروز صراعات تنذر بخطر شديد وتهدد أمن المجتمع وفقدان الكثير من أرواح ناس ابرياء زهقت دمائهم اما عن طريق الخطأ او بفعل لايستحق الرد عليه بهجوم مسلح سبب بنزعات كارثية اظهرت صورة المجتمع البدائي وهو يعيش بعيدا عن مفهوم الأنسانية والتسامح الديني , ومما جعلني ان اكتب هذا المقال هو النزعات المتكررة في المناطق الشعبية وبالاخص في العاصمة بغداد رغم وجود الاجهزة الأمنية المتنوعة ومركز القرار السياسي والامني الا ان هذا لم يمنع الناس من استخدام الاسلحة الثقيلة في الرد على اي مشكلة تواجههم وربما لم يجدوا رادعا حقيقيا يوقف هذا الزحف التتري ليدق ناقوس الخطر على كل الحياة الانسانية والجوانب الاقتصادية والثقافية ولايختلف الامر هنا في التعبير عن حالة اي فرح او حزن فاغلب العراقيين عاشوا مرحلة الفوز الرياضي للمنتخب حينما تتلبد السماء الصافية برشقات من النار اشبه بسقوط حبات المطر على رؤوس المواطنين وراح من جراء تلك الاعمال ضحايا ادمعت عيوننا عليهم , ومن الجانب الاخر يظهر التحدي امام كافة الاجهزة الامنية في تشيع احد الشيوخ او السادة في موكب جنائزي والغريب من ذلك ان الاسلحة تنتشر في ايادي الشباب وكبار السن مدججين بالرصاص لايتم ردعهم حتى من كبار مشاخيهم ,وتبقى الاجهزة الامنية وقوات الجيش وبمختلف صنوفها عاجزة وضعيفة امام تلك الظواهر ولم يجد لها حل حتى من مجلس الوزراء في غلق هذا الملف الذي له انعكاسات سلبية خطيرة على المجتمع مالم يتم سحب كافة الاسلحة النارية من جميع المواطنين وبحملات شرسة خصوصا وان هنالك في كل بيت اكثر من قطعة سلاح ناري ولا استثني منها جميع المناطق وأن لم تفعٌل الدولة قرارات سحب الاسلحة سيكون لها تداعيات وكوارث على واقع المجتمع ومنها انه سيخلق فجوة كبيرة بين الحاكم وهو رئيس الدولة والمحكوم هنا اقصد الشعب وعدم تطبيق اي ارشادات وتعليمات بخصوص امن المجتمع فيبقى المحكوم اسير مايحمله من اسلحة يعاكس قرارات الدولة اضافة الى ذلك ستنعكس هذه الاعمال في فقدان الامن وغياب القانون وتظهر بوادر انحلال المجتمع والتفسخ وانتشار الجريمة طالما ان اجهزة الدولة عاجزة عن وضع قانون يحد من تلك الظواهر التي تسبب بموت المجتمع ولانعطي مجال لحرية المواطن في التعبير وابدأ الرأي عن تلك المسأل يقول الكاتب احمد سلامة ( لاتزرع شجرة الحرية في أرض لايعرف اصحابها احترام القانون لأنها ستطرح الفوضى ) , وهنالك مشكلة توجه المجتمع خطرة جدا ان انتشار الاسلحة سيخلق حالة من بروز جماعات لاتعرف الثقافة والأنسانية فيؤدي ذلك الى هروب المثقفين وحملة الشهادات العليا من الاطباء والمفكرين الى خارج الوطن خوفا من تعرضهم الى التهديد والتصفية فبذلك سيكون البلد قد خسر تلك العقول وسيبقى المجتمع معطلا من الناحية الثقافية والطبية وسيعم الجهل والظلام والتاخر ونحن في القرن الواحد والعشرين , ايضا انتشار الاسلحة سيخلق جيل جديد يتعامل بالقوة في حل مشكلات المجتمع دون اللجوء الى التفكير والمسامحة واستخدام لغة الحوار في تذليل المشاكل الاجتماعية الخاصة بالآسرة وتكون الحصيلة تشضي افراد الآسرة وغياب اواصر المحبة وقتل روح المودة والتعاون وتمزيق روحية المجتمع وانحدار الاخلاق العامة وغياب الامانة ومساعدة الفقير وقضاء حوائج المجتمع , وهنا لااريد ان اذكر تفاصيل ما جرى في حواسم منطقة( كبر وغزلان )عن صراع شباب لسبب بسيط كيف تحول الى الى مواجهة مسلحة بالاسلحة الثقيلة بين العائلتين وكذلك في قطاعات مدينة الصدر الاخيرة فالحديث يطول نهايك عن مايجري في المحافظات الجنوبية , مع شديد الاسف ان رئاسة الوزراء بمجمل وزرائها الامنين لم يجدوا حل يرضي المجتمع ويبعث الامل في نفوس المواطنين العراقيين عن اجراءات تطمنهم بالقضاء وسحب الاسلحة من المستهترين واجراء مسح ميداني في تفتيش كل الدور ضمان لتحقيق عدالة داخل المجتمع والاستقرار , واحمل كافة الاجهزة الامنية من الجيش والشرطة وهي ضعيفة وعاجزة عن مواجهة تلك الحوادث , مالما يتم تغير واعادة هيكلية تلك العناصر وابعادها عن ولائاتها الحزبية والعشائرية وان تعمل بصفة وطنية خدمة للعراق وضمان مستقبل زاهر سيما ونحن نعيش اليوم في القرون المتفتحه من الثقافة والفكر والتطور في كافة جوانبه ,