في ذكراك يا رمز الخصب و الحياة , يا سكن ادم مذ خلقه الله الى يومنا هذا.
سكِينة الحياة انت و هناؤها, و ما زلتِ مُستعبَدة مضطهدة مقتولة مسلوبة .
ما من امة مهما بلغت من التقدم الا و فيها من اضطهدك حتى بات المتحاربون والمتخاصمون يستخدمونك وسيلة لهزيمة العدو و اذلاله او الضغط عليه .
لآلهتهم نحروك, او في النهر رجاء الرخاء رموك, و هدية لكبيرهم قدّموك.
وئدوك, كلالة ورثوك, جبرا زوجوك, فصليّة عن اخطاءهم وجرائمهم دفعوك.
استباحك الغازون و باعوا انسانك بدراهم معدودة في سوق النخاسة اشباعا لشهواتهم و انتقاما من غرماءهم.
واستباحك الخارجيون بنكاح مابه ذرة من جهاد و لا احترام لروح الطهر فيك, فجعلوا منك جهاز تصريف لشحنات الخسة فيهم و الحيوَنة, بل الحيوان اعف من قذارتهم و اطهر.
و استباح حقك في الحياة الحرة, كثير من المتحدثين باسم الدين فاصبح الواحد منهم لولاك لما دخل النار و لولاك لما زنى و لولاك لما انتهك المحارم.
و اكثر اهل النار منك “حسب زعمهم” ايتها القارورة الضعيفة, انت الفتنة و انت الشر و انت انت منبع كل خطيئة !
في حين ان الرجل منهم خلْقُ الله المختار !.
واستباحك المتحررون و دعاة الحضارة و الثقافة فجعلوا منك آلة عرض و اغراء و دعاية تجارية لا قيمة لها سوى بمقدار ما تقدمه من جذب جنسي يعود بالنفع التجاري عليهم فينعموا هم بالثراء المادي و تعيشين انت العناء النفسي و الجهد الجسدي و الضياع الاخلاقي,
تبكين فلا سامع لصوتك, و تعانين و لا راحم فيهم لرقتك, و تعترضين فيرمونك رمي الازبال, فلا صوت لك سوى ماتسمعه شهواتهم و منافعهم.
المثقف فيهم يتعامل معك بعين العطف و التفضُّل لا بعين الند و النظير, فان تجاوزتيه في ثقافتك و ابداعك سنَّ الحراب لذبحك في ساحة خلت من النساء او كادت.
الدعشنة سلوك, و الدواعش فيهم كُثرْ فلا تكترثي سيدتي بل انفضي غبار الكسل و ابدعي في كل مجالات الحياة بفكرك و جهدك و ثقافتك و انوثتك,
لا تنظري لجنسك و جسدك فقط بل اخرجي انسانة واثقة, لا يزعزعها شكل فيه عيب او جسد نحيل او وزن ثقيل او بشرة سمراء او سوداء او بيضاء او طول او قصر .
انت جمال الحياة و ديمومتها, وجودك بعينه جمال, فلا تسمحي لاصحاب الفكر الجَهول ان يسيروك او يعرقلوا مسيرتك نحو الرقي.