من دونِ ايٍّ من ادوات الجزم , ولا ايٍّ من آلات الحزم , تساورني شكوكٌ ما , وتخامرني ظنون أنّ القيلولة الصحفية تختلف عن ايّة قيلولاتٍ اجتماعيةٍ او سيكولوجية لدى عموم الناس مع اعتباراتٍ افتراضيةٍ لدَورٍ ما للوسواس الخنّاس .!
في هذه القيلولة , فرغم انها قصيرة الأمد , إنّما بدت مركّزة ومكثّفة اكثر من المعدلات الطبيعية .
فوجئتُ أنّ العقل الباطن ” دونما ايّ تدخّلٍ منّي ” قد استخدم ” ماوس اللابتوب العائد لي ” عن بُعد , وراحَ يدوّن ويسجّل ما يسجّل من سفسطةٍ كتابيّةٍ وصحفية كأنها مغمسة بحلوى الفنتازيا .! , فقد تفتّقَ ذهن ” العقل الباطن ” بأنَّ مفردة ( جريدة ) هي تعبيرٌ مدروس ومهووس عن ” جرد المواقف والأحداث ” وصهرها في بوتقة التحرير الصحفي والصياغة الفنيّة – الأدبية ” , ايضا تمادى هذا الذهن بأنّ كلمتي ” كنيسة وكنيست ” هي للتعبير المختصر عن كنس الذنوب ورميها في قارورة مهملات وإقفالها ولصقها بالشمع الأحمر , كيما تغدو Expired وينتهي مفعولها وكأنها مغفورة .!
الى ابعد من ذلك , فقد اعتبر أنّ كلمة ” المجلّة ” هي لجلي الحقائق والمواقف والأخبار , وكأنّ جليها بأرقى واغلى وسائل وسوائل الجلي المستخدمة في المطابخ , بعد اضافة مستحضرات ال Make Up والألوان والرتوش والرموش .!
عقلُ هذا ” العقل الباطن ” عبّرَ بإستياءٍ ودهشةٍ مدهشة , كيفَ جرت ترجمة ” الراديو الى مذياع ” بينما ترجمت المجمعات اللغوية والعلمية مفردة ( تلفزيون – Television ” حيث انّ كلمة Vision تعني الرؤية ) الى مفردة < تلفاز او الرائي > وكلتاهما لا تعكس ولا تُعبّر بدقّة عن اللغة العربية , وهل تلفاز عربية ؟! , حتى انّ بعض وسائل الإعلام أبت استخدام هذه الترجمة واستبدلتها ب ” الشاشة الفضيّة ” , لكنما ما ان ظهرَ التلفزيون الملوّن , جرى التخلّي عن تلكم التسميات , وانحلّت هذه المعضلة اللغوية بظهور القنوات الفضائية .
توّاً : – صوتٌ وصدىً انفجارٍ مدوٍّ لا ادري اذا ما كان بالقرب من حجرة نومي , او في السودان ولربما في اوكرانيا .! صحوتُ من النوم مذهولاً وتوقّفت القيلولة عن الأداء والإنتاج , وحتى المونتاج .!