بعد أن انتهى عمر الحكومة ومرت أربع سنوات كلٌ حمل أمتعته وترك مكانه لغيره, فلو دامت لغيرك ما وصلت اليك, فقد إنقضت أيام التكليف والسلطة والحمايات والسيارات, إنتهى مالهم وبقي ما عليهم وهذا هو الأهم ما تركوا من إرث خلفهم للتاريخ, الجاهل من يفرح بماكنز والعاقل يفتخر بما أنجز, فكل شيء تأكله الأيام, ماعدا الاثر الذي تركه كل في منصبه ومكانه يحفر في ذاكرة التاريخ.
وحده من يتولى المسؤولية يقرر ذلك , أما فرصة يصنع منها مجد, او عار يلاحقه ويلاحق ابناءه وأحفاده الى أبد الابدين, فهو يحدد مكانه في قلب التاريخ أو في مزبلته.
في حكومة العبادي هناك أسماء حفرت في ذاكرة العراقيين بما قدموا وانجزوا فنالوا احترام شعبهم, وتركوا ارثا لا يمكن نكرانه ونسيانه, محمد سالم الغبان, قاسم الاعرجي, خالدي العبيدي, عبد الحسين عبطان, وشياع السوداني, أبرز الاسماء التي نالت رضا الناس وحفروا اسمائهم في تاريخ العراق, في زمن الشبهات والفساد والازمات, النزاهة والانجاز يتحدثان عن نفسهما في سيرتهم على الرغم من اختلاف انتماءاتهم الا أن انتماءهم للعراق كان الاهم.
بعضهم ينظر للمنصب كمغنم لجمع الاموال, وقلة قليلة من يعتبرون المنصب مغرماً, وبين هذا وذاك يبقى الحكم للناس والتاريخ, فكل منهم يمثل شاهداً على من اوفى بكلمته وحفظ ذمة هذا الشعب وحرمته, وعلى من خان الامانة وتنكر للناس.
شعب يقدم الدم والتضحيات العظيمة يستحق أن تحكمه نخبه تحقق اماله وتطلعاته في عيش كريم, ودولة تلتحق بركب من سبقها.
من يؤدي واجبه المكلف به على اكمل وجه, ويوفي حق الشهداء وحق هذا الشعب الذي أثقلته الهموم وخانه الحاكمون, فقد نال رضا شعبه وتجنب عار وسخط التاريخ, من تخلف عن خدمة شعبه وكرس جهده لخدمة نفسه وحاشيته ستلاحقه اللعنات, تماما كما يلعن كل طاغية وظالم وخائن, لتبقى سيرتهم تزكم الانوف على مر الازمنة!