23 ديسمبر، 2024 4:01 م

في قبرص : مددتُ يدي نحو خدها الاغريقي , فنهرتني قائلة :

في قبرص : مددتُ يدي نحو خدها الاغريقي , فنهرتني قائلة :

في اخر مقال لي نُشر في هذا الموقع وعدت القراء بأنني سأتحدث عن الاعلامية القبرصية ( مونيكا) . و ايفاءً بالوعد اقدم التالي:

على هامش الندوة الفكرية إلتقيتُ الاعلامية القبرصية اليسارية (مُونيكا) . كانت متعاطفة مع طروحات اليساريين العرب ، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية . وبناء على طلبي ، أعطتني هاتفها حيثُ تسكن وتعمل مديرة للتلفزيون القبرصي .

ومطلع عام 1980 ، كنتُ في زيارة اعلامية للعاصمة اليونانية (أثينا) . ومن هناك إتصلتُ بالسيدة القبرصية (مونيكا) ، للأطمئنان عليها ، ولأعلمها بأني في طريقي الى قبرص . ورجوتُها مساعدتي باختيار فندق أُقيم فيه لأيام . وكان لي ما أردتُ ، وكانت إقامتي – بناء على اختيار مونيكا – في فندق تشرشل . ووصلتُ قبرص ، قادماً من أثينا .

لم تكن الزيارة الأولى

ولم تكن زيارتي لقبرص عام 1980 ، هي الأولى. فعام 1977 ، كنتُ في زيارة خاصة لليونان . ومن أثينا ركبتُ الباخرة ، في سفرة سياحية مُمتعة . مررنا على جزر يونانية عديدة ، أبرزها (رودس) و(كريتْ) ، مررنا قريباً من الساحل التركي . كان خط الرحلة ، هو : أثينا – قبرص – سورية (اللاذقية) – مصر (الاسكندرية) . كنتُ وعائلتي في (سفرة العمر) ، إن صح القول .

نزلنا في ميناء (ليماسول) بالجزيرة القبرصية ، وتوجهنا نحو العاصمة نيقوسيا . زرنا متحف الزعيم الوطني القبرصي (مكاريوس) ، وتجولنا في أسواقها . أيام قليلة أمضيناها في قبرص ، وغادرناها ، بباخرة روسية لاكمال سفرتنا ، باتجاه اللاذقية فالاسكندرية .

لذلك ، حين وصلتُ نيقوسيا مطلع عام 1980 ، كانت لدي فكرة ما عن هذه المدينة .

وكانت (مونيكا) بانتظاري . ونظمتْ لي اكثر من برنامج تجوال ، مستخدمين سيارتها الخاصة . كان طلبها ، أو شرطها الوحيد ، مقابل استخدامنا لسيّارتها ، أن أدفع ثمن البانزين الذي تشتريه لاغراض التجوال . ووافقتُ على الفور ، ولسان حالي يقول تِتْدَلَلْ (مُونيكا) !! .

وفي تجوالنا ، إقتربنا من الخط الفاصل الذي يُجَزِّئ نيقوسيا إلى قسمين : القسم التركي ، والقسم اليوناني . وعلى روابي هذا الخط كانت الراية الزرقاء العائدة للأمم المتحدة (UN) .

وتحدثتْ (مُونيكا) بألم عن هذه التجزئة . وانتقدتْ بشدة ، الموقف التركي من قبرص ووحدتها .

وحسب رأي (مونيكا) ، فان الدول التي تحتلُ غيرَها تجلب معها بعضاً من المدنية (الحضارة) ، إلاّ الاتراك فانهم – كما تقول – لا يجلبون معهم سوى التخلف وجمع الضرائب .

يتدلى من أذن (مونيكا) قرط جميل . وأثناء جلوسي الى جانبها في السيارة ، مددتُ يدي نحو هذا القرط ، مُبدياً إعجابي به . ولأنها – كأُنثى – توقعت خطوة لاحقة مني , اذ ربما تمتد يدي نحو خدها الاغريقي , إمتعضتْ قائلة ، بالانكليزية :

(do not disturb the driver) وترجمة هذا القول ، نَصّاً : لا تزعج أوْ لا تؤثر على السائق ! ومثل حلم ليلة صيف ، مرتْ أيامي في نيقوسيا ! ؟ .