منْ زاويةٍ خاصة , بل من زواياً عديدة فأنّ استيزار وزارة الثقافة يختلف عن استيزار كافة الوزارات الأخرى وخصوصاً بالنسبة لرئيس الوزراء كي لا يُعرّض نفسه ويفتح صدره لسهام ونبال شرائحٍ نوعيةٍ في المجتمع , ولا يملك إلاّ الإنحناء أمامها .!
كما من الصعب التصور أنّ السيد عادل عبد المهدي لم يسمع ولم يطّلع على شلاّلات النقد التي طالما هطلت وانهمرت ” عبر الأضواء ووسائل الأعلام ” على رأس السيد فرياد رواندزي – وزير الثقافة في حكومة العبادي , وهو الشخص المرفوض ” إن لمْ نقل المنبوذ ” في اتحاد ادباء وكتّاب العراق ” على الأقل “< مع حفظ المقام > , وهو الذي لم يتمكّن من تمثيل وزارته ” ولو جزئياً ” للأوساط الصحفية والأدبية وفي ميادين الفن , بالأضافة الى ما ابداه من تساهلٍ غير مسبوق بحق او أزاء مدراء عامّين في وزارته وهم غاطسين في الفساد المالي والأداري .! , فماذا بقيَ من وزارة الثقافةِ إذن .! غير استبدالِ ذات اليمين بذات اليسار او الشمال .!
تحتَ الضغوطات الضيقة الأفق او التي تخلو منه , خضع سيّد عبد المهدي لذات احزاب الخراب او التي خرّبت العراق , ولفصائل مسلحة ايضاً لتسليمها حقائب وزارية ومقدّرات .! , ولم يدرك عبد المهدي أنّ الأوساط الإعلامية والصحفية ومعها اركان < الأدب والفن > هي الواجهة , وهي العنوان الذي يختصر ويرمز للمواطنين او لعموم الشعب العراقي , وهم بجانب طبقة الأنتلجنسيا الثقافية والأكاديمية , فأنهم هويّة العراق أمام العالم , وهم النشيد الوطني العراقي , وإنهم ايضاً العَلَم العراقي الأصلي فوق كلّ سفارات العراق في العالم , كما أنّ عبد المهدي ومعه سيدّ برهم والحلبوسي قد افتقدوا البصيرة والأدراك بأن بدون اوساط الفن والأدب والإعلام فأنّ كلّ مفردات وتفاصيل وجزئيات الأذاعات والتلفزة العراقية ” الرسمية والأهلية ” ستكون متوقفة وعاطلة عن العمل , حتى لو جاؤوا لإسعافها جنرالات امريكا وايران و” خانجغان ” .!
رئيس الوزراء ورؤساء الرئاستين الأخريتين آثروا السير في حقل الغامٍ تتفجّر بالتدريج او في اوقاتٍ غير مناسبة لأية مناسبة او بدونها .. وضعف البصيرةِ قد يضحى اصعب من ضعف البصر او بموازاته , لكنهما خطّان متوازيان يلتقيان ويتطابقان قبل نهايتيهما .!