16 أبريل، 2024 7:36 ص
Search
Close this search box.

في فلسفة العمالة (تطورات)

Facebook
Twitter
LinkedIn

في بواكير شبابنا كانت الشعارات ترفع هنا وهناك بسقوط الاستعمار والامبريالية والموت للعملاء اذناب الاجنبي ولقد كنا مبهورين جدا بهذه الايقاعات الثورية البراقة ولعمري حقا انها كانت تحمل في حقيقتها مواقف وطنية خالصة (لله)وتنم عن احساس جياش برغبة صادقة وشعور متعالي رافض المداهنة ويا ويله من يقع في شباك العمالة والولاء للاجنبي
وياللاسف تبخرت هذه الروئ وهذه المفاهيم والتقى اليمين مع اليسار في بيعة واحدة وموصوف واحد وخطاب واحد فالذين صالو وجالو في رفع الشعارات نكسو كل الروؤس تحت مسميات النظرة الواقعية والموضوعية لاعادة فهم السياسة والواقع الجديدللاحداث وفق المنظور العالمي الجديدفهل هذه طروحات تحمل الهم الوطني الحريص على بناء الوطن ولنا ان نسأل ما هومدى العمالة حيث سابقا اختصر للاستعمار او اسرائيل ولو افترضنا جدلا ان اصحاب هذا الفهم اختصروا العمالة على تلك الدولة وذاك الكيان فاننا ازاء ازدواجية فكرية تحيل الوطني الى عميل بصور متعددة
وحيث البديهية قد سمت صفة العمالة وهي ارتهان الارادة الوطنية الى الارادة الاجنبية اذن فلا يمكن القول ان العمالة فيها شريف بدرجات هي واحده ان ترهن نفسك وترمي شباك عقلك ووجودك لاي دولة سواء مذهبيا او فكريا بمحصلة ان تنتقل اولوية الولاء لاي دولة وهي ايضا ارتماء كل المصالح في حضن الدولة الاخرى
ولكن يوجد من يبرر هذه الاشكالية تحت مفهوم رد الجميل لفترات زمنية بالقول ان تلك الدولة وذاك الكيان مدا ايديهما الينا فترة مناهضة حكم النظام السابق ونحن نقول لم يكن هذا الدعم لسواد العيون بل كان الامل بما يأتي به المستقبل وعلى ضوء مصالح تلك الدول وكان بامكان اي ممن يعارض يحصل على العون من اي دولة بما فيهما اسرائيل كونها تعادي النظامنحن نعتقد ونجزم بشكل وطني شريف ان العمالة واحدة ولا تحتاج اي فلسفة ولطالما ارتضى البعض مفاضلة مصالح الوطن مع مصالح تلك الدولة فصفة العمالة تبقى العار الملازم لكل القوى التي تنصلت عن الوطن وتركت الجسد هنا والروح هناك تتلاطمها الفروض وفروض الطاعة العمياء
خسئت عقول تبيع العراق في اسواق النخاسة وتجعل الوطن مباح كالطرائد التائهة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب