17 نوفمبر، 2024 10:21 م
Search
Close this search box.

في : فلسفةِ هدنةٍ كأنها مصممّة لخرقها!

في : فلسفةِ هدنةٍ كأنها مصممّة لخرقها!

( استقراءاتٌ عسكريةٌ – سياسيةٌ مشتركة )
(( لابدّ أنه من الواضح او اوضح منه انّها الهدنة المراد تجديدها وتغيير لباسها يومياً في السودان منذ بدء الإقتتال والى غاية تأريخٍ قد يصعب تحديد موعدها الإفتراضي , بالرغم أنّ المقترحات الدولية والإقليمية لإجرائها لا تتجاوز من 48 – 72 ساعة , ولم تتحقّق حتى خلال 24 ساعةٍ او نحو ذلك )) .

عطفاً على العنوان اعلاه , فلا توجد اصلاً هكذا فلسفة ولا تعريفٍ مقاربٍ او مشابهٍ لها , لكننا هنا نتطرّق الى ما هو اعقد من هذه الفلسفة المفترضة .! , فهنالك عّدة زوايا نظرٍ مشتركة ومتباينة في هذا الشأن ! , فمن جانبٍ ما فيترآى أنّ كلا الطرفين المتصارعين في هذه المعارك يبتغيان ان يثبتا للشارع السوداني وللرأي العام بأنهما ليسا في حاجةٍ لإلتقاط الأنفاس , ولا ” لإستراحةِ محارب ” مهما كانت اطول قليلاً من قيلولةٍ بالقرب من حافّات ساحة المعركة .!

من المستنتج ضمنيّاً وواقعياً أنّ كلا ” قوات الدعم السريع والقوات الحكومية برئاسة جنرال عبد الفتاح البرهان ” كأنّهما ليسا بحاجةٍ ” لإعادة تنظيم ” لقواتهما والوحدات العسكرية المتفرّعة عنها , وفي مناطقٍ ومساحاتٍ متباعدة , بالرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدّات التي يتكبّدها كلّ فريقٍ من الآخر والتي يتستّر كلٌّ منهما عليها.! , كما يتّضح من خلال الإصرار على عدم التوقف في القتال او في عدم وقف اطلاق النار , أنّ كافة المستلزمات اللوجستية لإدامة زخم المعركة مُؤمّنة بالكامل او نحوه , من خلال توفيرٍ مسبق للآليّات والمركبات العسكرية والذخيرة والوقود وخصوصاً للمدفعية والدروع الأخرى , وما يسبق ذلك في تهيئة وحدات الأحتياط من المقاتلين والفنّيين .

من الملاحظ جليّاً أنّ هنالك نوع من التكافؤ المحدود لدى كلا الفريقين في عدم القدرة على حسم المعركة , بالرغم ممّا تؤاخذ عليه القيادة العامة للجيش السوداني في افتقادها ادارة متطلبات ” القيادة والسيطرة ” المتوفرة لديها بما يفوق قوات الجنرال المدني حميدتي .! , بالرغم من التساؤل المبهم عن التهيئة المسبقة لقيادة ” الدعم السريع ” لهذه القُدُرات والحشد والإمكانيات العسكرية وما تتطلبه من اعتباراتٍ لوجستيةٍ كبيرة قبل الشروع بالمعركة ومنذ اوقاتٍ طويلةٍ لحدٍّ ما , وَسْطَ فشلٍ ذريع للإستخبارات والمخابرات الرسمية للدولة السودانية في رصد وملاحظة ذلك .!

ايضاً ممّا لافت للأنظار عدم ظهور ” الدرونز – الطائرات المُسيّرة ” في سماء المعركة من كلا الجانبين الى غاية الآن , وكأن كلا الطرفين او احدهما في انتظارٍ حارّ لقدومها من ايّ دولٍ ضمن المنطقة او خارجها حتى لو كانت من اسرائيل او ” مشتقاتها ” الإقليمية او الدولية .! , والأمر بهذا الصدد لا يتوقّف على المسيرات فحسب , بل على اسلحةٍ صاروخيةٍ او مرادفاتها الأشدّ فتكاً وتأثيراً قتالياً , بينما الأهداف السياسية لهذا الإقتتال تتجاوز انتزاع السلطة والسيطرة على على الثروات , الى ما هو ابعد ممّا في مراكز القوى السودانية والأحزاب السياسية المتنوعة , هنالك اهداف اخرى اكثر إتّساعاً من مساحة السودان الجغرافية او الجيوبوليتيك .!

أحدث المقالات