الكبير وصنع الله والسراج,ثلاثة صعاليك دفع بهم المجتمع الدولي للسيطرة على مقاليد الامور في البلد والتصرف بإمكانياتها دونما رقيب او حسيب,السيد صنع الله فقد كلف ببيع النفط والغاز وإيداع المبلغ في حساب خاص يكون تحت تصرف الزمرة الحاكمة في العاصمة.
اما السيد الكبير الذي كان يدير بنك الجمهورية قبل الثورة وتسبب في افلاسه فقد اصبح محافظا للبنك المركزي تشجيعا له على اهدار المال العام,ليتلاعب بإيرادات النفط من خلال العقود الوهمية واستيراد الأشياء غير الضرورية,وجعل للدولار اكثر من سعر للصرف,نتج عن ذلك ظهور اصحاب رؤوس (سرّاق)اموال جدد,تحدث عنهم غسان سلامة في احدى احاطاته لمجلس الامن,بينما الشعب يقف في طوابير لها اول وليس لها اخر امام البنوك التجارية (التي اصبحت وكرا للفساد)لأجل الحصول على جزء من الراتب الذي لم يعد يسد الرمق.
السيد السراج (الذي ليس لديه باع لا في السياسة ولا في الاقتصاد)جيء به؟؟!! نتيجة تفاهمات او لنقل املاءات المجتمع الدولي على المجتمعين في الصخيرات ليكتمل مثلث الفساد في ابشع صوره,ولتتضح للعالم اجمع,مدى حجم المؤامرة التي كان ولا يزال يدبرها ما يسمى العالم المتمدن المتحضر ضد شعوبنا المنبهرة بشعارات الغرب حول حرية الرأي والتعبير والتغيير نحو الافضل لبناء مستقبل زاهر واعد.
وعلى رأي الفلاسفة في السياسيين,بأنهم كالقردة في الغابة ان تخاصموا افسدوا الزرع وان تفاهموا اكلوا المحصول,فان سياسيينا او لنقل (القردة) التي دفع بها الغرب لتحكمنا,لقد اهدروا الاموال (مئات المليارات من الدينارات)التي كانت مخصصة لمشروع ليبيا الغد الذي بديء بتنفيذه العام 2005 ونسب متفاوتة من الانجاز,اضافة الى ايرادات النفط والغاز خلال الاعوام التالية للثورة.
ونظرا لسوء التصرف بالأموال وعدم العدالة في التوزيع,تم ايقاف ضخ النفط وتصديره من الابار التي تقع تحت سيطرة الجيش الليبي لبضعة اشهر عندها شعر الصعاليك في غرب البلاد يتدهور وضعهم المالي,فتخاصموا فيما بينهم ونعتوا بعضهم بأبشع الاوصاف حيث وجه صنع الله كلاما لاذعا للصديق الكبير فيما يخص اهدار المال العام,خاصة وان اتفاق اعادة تصدير النفط ينص على ايداع الايرادات في حساب خاص بالمصرف الخارجي وعدم التصرف به إلا بعد توحيد المؤسسات السيادية.
على وقع تلك المشاحنات ومحاولة منه لراب الصدع بين اعضاء ادارته اجتمع السراج مع (كابينته) واثنوا على اجتماع طنجة,إلا ان النقطة الاهم التي اشير اليها في البيان هي [البحث في اليات رفع التجميد القائم حاليا وإعادة الامور لنصابها الطبيعي مع ضرورة التأكيد على تفعيل اليات الرقابة والتقييد والالتزام بمعايير الافصاح والشفافية].ترى اي وضع طبيعي يريدون العودة اليه؟ المؤكد انه لا عودة لما قبل اعادة تصدير النفط واستئثار حكام العاصمة برزق الشعب.
لقد اصبحت بلادي اشبه بغابة لا مكان فيها لأصحاب العقول,بل اصبحت مرتعا للتكفيريين وشذاذ الافاق من كل حدب وصوب,انها بلد يعيث فيها الصعاليك فسادا على مراى ومسمع العالم الذي يتباهى بأنه يقدس الحرية الشخصية وكرامة الانسان,انه وللأسف يبارك تصرفاتهم. والسؤال هو: هل سيصبح زعيم الصعاليك-الميليشيات(الوزير المفوض للداخلية بحكومة الوفاق) رئيسا للحكومة الجديدة المنشودة؟ انها لعبة الامم بتواطؤ محلي.