لا شك ان المدرسة لها تأثير كبير في بناء المجتمعات وتأثير ذلك يأتي مباشرة مع الانسان إذ تؤثر المدرسة بمعلميها وطلبتها من حيث اختيار الاصدقاء على سلوكيات الانسان وثقافته في تحديد خط مساره في الحياة والتعامل مع المجتمع.
وفي عيد المعلم الذي نحتفي به في الأول من آذار من كل عام أدين بالعرفان لمن علمني حرفاً في مسيرتي التعليمة عبر سنين طوال وفي ظروف شتى.
أبدأ باعتزاز باستذكار ست فاطمة العمر مديرة روضة أطفال المعقل في بصرة الخير ومعلماتي الفذات في مدرسة الميناء المختلطة في منطقة المعقل ومنهم: ست نجاة جويدة وست قمر والشقيقتان ست سلوى وست سلمى محمد باقي وست شمس معلمة العلوم والمرحومة ست انيسة معلمة الانكليزي وست خاتون معلمة اللغة العربية، وست سهام معلمة الرياضة وست ساهرة اوشانا معلمة الفنية وست خديجة معلمة الاجتماعيات، ووالدتي الست لميعة طالب معاونة المدرسة (والأم مدرسة) فأذكر باعتزاز بالغ موقفاً لها معي عندما كنت في الرابع الابتدائي وانا يغلبني النعاس ومستلقي في حضنها وهي تضربني وكانت تدرسني مادة الحياتية كلها كلمة كلمة لأن كان عندي امتحان في اليوم التالي، علماً بأنها هي معلمة المادة وهي التي امتحنتي في اليوم التالي!
استذكر أيضاً مدرسي متوسطة المعقل للبنين ومنهم: استاذ فاخر في الرياضيات واستاذ حسن عبود الذي درسني الفيزياء والرياضيات ايضاً واستاذ لازم في اللغة الانكليزية واستاذ كاظم الحاوي مدير المدرسة ومدرس الجغرافية ومعاون المدرسة استاذ كاظم القريشي مدرس التاريخ واستاذ يحيى الشمخاني في الجغرافية ايضاً واساتذة اللغة العربية استاذ لطيف واستاذ عبد الجبار وأستاذ صبيح، واستاذ عدنان الكروي مدرس الوطنية واستاذ سلامة مدرس مادة العلوم واستاذ مصطفى بدن في درس الرياضة والاستاذ الفنان عبد البطاط في درس الفنية الذي كان لي موقفاً معه الذي أعده درساً من دروس حياتي واغتنم عيد المعلم لأذكر هذا الموقف الذي حدث وأنا في الصف الأول المتوسط، فقد طلب منا أستاذ عبد عملاً فنياً في الاسبوع القادم لتقييم درجة الفصل الأول وعندما ذهبت الى المدرسة لم اجلب معي عملاً لعدم اجادتي الاعمال الفنية. كان درسنا الثاني في الدوام الظهري وبعد خروجنا في فرصة الدرس الأول سمعنا ان استاذ عبد البطاط كان في الصف الثاني يقيم بجدية تامة الاعمال ويحاسب بدقة عليها وعلى صنعتها وأن اجود الاعمال لم يعطيها اكثر من 80 من مئة والذي لم يجلب عملا كانت درجته 50 من مئة وهنا بدأت بالاحراج بأن درجتي ستكون حتماً 50 وهذا لا يتلائم مع طموحي في الإعفاء بجميع المواد بل سيقيده.. المهم ذهبت الى أحد طلبة الصف الثاني ممن قيمهم استاذ عبد وأستعرت عمله. وعندما دخل استاذ عبد البطاط حصتنا جلس في المقعد الاخير وأخذ ينادي طالب تلو الآخر يسأله عن عمله وعندما جاء دوري ذهبت بالعمل ووضعته امامه ودار بيني وبينه حواراً لم يستغرق أكثر من 20 ثانية فكان لي درس كبير في حياتي سألني: هل لديك أخ في الصف الثاني؟ قلت له: لا ، قال: هل أخذ منك أحد هذا العمل من الصف الثاني؟ قلت له: لا أنا أخذته من طالب في الصف الثاني قال: لماذا؟ قلت: لأني لا أعرف أصنع أعمال فنية ، قال: يعني كم تستحق الآن؟ قلت: 50 ، قال: هذه 75 لأن كنت صادقاً في كلامك.. الفرحة التي غمرتني لم تغمرني حتى لو كنت قد جئت بأحلى الاعمال الفنية من صنعي .. هكذا كنا نحن وهكذا كان معلمونا معنا لا يعلمونا دروسنا والمادة المنهجية فحسب با يرشدونا الى السلوكيات والأخلاقيات الصائبة في الحياة.
استذكر كذلك باعتزاز اساتذتي الكرام في ثانوية المعقل للبنين ومنهم أذكر أستاذ فاضل معاون المدرسة ومدرس مادة الفيزياء واستاذ حميد ماجد مدرس الرياضيات واستاذ شهيد مدرس الكيمياء واستاذ علي عبود مدرس الرياضيات واستاذ بهاء جبرائيل مدرس الفيزياء واستاذ علي حنون مدرس الكيمياء واستاذ حاوي مدرس مادة النبات واستاذ عبد المنعم مدرس مادة الحيوان واستاذ قصي مدرس اللغة الانكليزية وأستاذ علي لازم مدرس اللغة الانكليزية أيضاً.
واستذكر أساتذتي الكرام في قسم علوم الحاسبات في جامعة البصرة وعلى رأسهم الراحل الكبير البروفيسور الدكتور صباح عبد العزيز والمرحوم الدكتور محمد الشربيني والدكتور جاسم طعمة سرسوح والدكتور طالب عبد الصمد والدكتورة نادية عبد الصمد والدكتور عبد الحسين وأستاذ صفاء العلك وست هاله جورج وست عذراء واستاذ هيثم وست ألحان.
كما أستذكر باعتزاز أساتذتي الأعزاء في قسم علوم الحاسبات في جامعة بغداد خلال الدراسات العليا ومنهم: الدكتور سلام ناصيف والدكتورة روشن عبد الرحمن والدكتورة لمياء الحافظ والدكتور صباح محمد امين الخياط والدكتور سعد عبد الستار مهدي.
وعذراً لمن سقط من ذاكرتي سهواً ونسياناً ولم أذكرها أو أذكره فكل كانت له البصمة الحقيقية في حياتي، فلهم جميعاً كل الحب والتقدير من القلب في عيد المعلم مع عظيم احترامي.