13 أبريل، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

في عيد المراة ،السيدة الاولى ،،، لماذا يحتكر رجل واحد كل شيء؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعودنا في اخر حقبة من العصر ان نقلد الغرب في كل شيء (تافه) ،وليتنا قلدناه في امور صناعته واختراعاته، ومما تدارج الشرق والعرب على ترديده وراء الغرب كالببغاوات هو لقب السيدة الاولى التي تواتر الناس على اطلاقه على زوجة الرئيس او الملك او الحاكم لبلد ما،ايا ماكانت تسميته رسميا..والحق ان هذا ليس تعد فقط على حقوق النساء الاخريات في البلد ، وغمط مكانة السيدات المنتجات المجتهدات والناجحات في مجالات كثيرة في البلد المتنوع الاجناس والطوائف والفنون والحرف والعلوم والاداب فحسب، بل كذلك هو تعد ايضا على الرجال الاخرين اعتباريا وكافة زوجاتهم معهم ،،فما الذي فعلته هذه المرأة لتكون السيدة الاولى سوى ان اباها زوّجها في وقت سابق لرجل اصبح لاحقا زعيما سياسيا او موظفا عند شعبه كرئيس او حتى لو كان في الاصل رئيسا او ملكا عند زواجه بها ، فالزوجة لم تقم بشيء ذاتي يؤهلها ان تتسيد نساء ذلك البلد ! فضلا عن ان زوجها ليس خيرا من رجال البلد في شيء الا انه اعلى رتبة وظيفية منهم فهو ليس سيدهم لتكون زوجته سيدة زوجاتهم ،،ولو كان، لما كان لها حق ان تكون !
فلم تبرع هي بشيء من ذاتها او تتميز بعمل يخدم بلدها وثقافته ونسائه ورجاله ولم تؤلف او تدرّس او ترسم او تصنع او تنفع البلد بأي علم او ادب او باب مهم بشكل متميز. ولذا فارى ان لاتفرح المراة بهذا اللقب ..حيث في طياته تناقض كبير وخصوصا لمدعيات المساواة والموضة الاسترجالية منهن ال (Feminist)! حيث ان النساء اللواتي لايقبلن وضعهن بمرتبة اقل من الرجل هن انفسهن يقبلن ويفتخرن بلقب السيدة الاولى رغم انه لقب مستفاد فقط من كونهن زوجات تابعات لرجل اصبح حاكما .!
اذن من المنطق والانصاف كما ارى ان يُصار الى آلية جديدة تُختار بها المراة التي تمنح هذا اللقب كل عام او كل اعوام اعتمادا على شأن خطير تولته هذه المراة بجهدها ونفسها وذهنها ،او عمل بارز او علم او تأليف او أي فن نافع من فنون الحياة وبرعت فيه وتميزت عن كل قرينتاها وحققت في بابها ماتفوقت به على نساء البلد او حققت من خلاله نفع الناس وتقديرهم ومحبتهم. ثم تاييدهم لها لتكون السيدة الاولى فيبقى هذا محطة في تاريخها ومكافأة لعطائها وفخرا لها ولأبنائها وامها وابيها الذين اوصلاها وحافزا لكل مرأة مبدعة حسنة الخلق ومحترمة وطيبة الاثر في السفر والحضر .(مثل المعمارية العراقية البريطانية زها حديد مثلا عندما كانت حية ) وامثالها من كاتبات او رسامات او حقوقيات او اساتذة ومعلمات ..
وهذا مقترحي الذي اجده منصفا اكثر من مراة قد لاتكون قدمت شيئا لتجد نفسها صباحا سيدة اولى ،،وان لايكون التاثير والرتبة العليا من الجنسين في عائلة واحدة ! ويتفقان على الدوام حتما كزوجين ، فقد يوفر هذا للمجتمع رايا اخرا حرا مستقلا معارضا لراي الرجل الحاكم ومراقبا له ووجهة نظر مختلفة تماما خصوصا اذا حظيت هذه السيدة بدعم الجماهير شعبيا وبحماية القانون حكوميا جزاء عملها الطيب ومكانتها بين النساء والمجتمع كله.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب