7 أبريل، 2024 7:26 ص
Search
Close this search box.

في عاشوراء الحسين سيبقى ذكرك على لسان الكربلائيين 

Facebook
Twitter
LinkedIn

لاول مرة منذ ان ولدت اكون بعيدا عن ارض الحسين سلام الله عليه في يوم عزاءه 
لاول مرة لا تخط قدامي ازقة وشوارع المدينة التي تربيت فيها على حب الحسين وال بيت النبوة 
ولأول مرة منذ ثلاثة عشر عام لا اذهب معاتبا سيدي ابا عبد الله على تركه لخادمه الفريق صابر الدوري الحسيني الكربلائي كل هذه السنين في سجون من يسمون أنفسهم اتباع الحسين 
فكيف لكربلاء واهلها وضيوف الحسين ان ينسوا من خدم المدينة وكفل اَهلها ووزع العدل بينهم وكيف لهم ان يجلسوا تحت ظلال نخيل جنة الله في الارض من غير ان يتذكروا من زرعها وجعلها حجة له أمامهم كل هذه السنين اتعلمون كم من الحسنات والبركات تنزل على الرجل كلما جاءت زيارة العاشر من محرم والعشرين من صفر وانتم تنعمون بجمال بين الحرمين وهو في سجنه منذ سنين 
اتعلمون ان كل هذا الجمال من صنع يد الرجل الانسان الذي جعل من كربلاء جنة في الارض كما هي في السماء !فكيف لكم ان تقولوا لسيدي ابا عبد الله الحسين ( يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزا عظيما وانتم تقتلون الحسين مرتين بانتخاب الفاسدين وترك خادم الحسين في سجونكم لسنين 
نعم انه خادم الحسين الوحيد الذي وقف مع كربلاء ولها ولأهلها في وقت كان مسؤولي اليوم يضعون رؤسهم كالنعام في تربة دول الجوار متنعمين وتاركين لمدينتهم مصيرًا مجهولا لولا هذا الرجل الانسان لكل بيوتات كربلاء وعشائرها أنسيتم كلماتكم وبيعتكم للرجل امامي من إنكم سيأتي اليوم الذي تردون به الفضل له بحمايته ان حصل شئ  كما حماكم وكفلكم وبث الحياة في مدينتكم ! كونه اصبح كربلائا وواحدا منكم !كان يجيبكم دوما ( ان شاء الله لا يأتي هذا اليوم وان لا احتاجكم ويردف مبتسما بمرارة وحركة من عينيه التي صرت أفهما ملاطفا لكم بحسچه المعروفة انتو سيدنا الحسين صارله ١٤٠٠ سنة يمكم وتسموه الغريب ! اسال الله ان لا تحتاجون لأحد ! ) اتدرون لماذا كان يجيبكم بهذه الطريقة ولم يكن يجاملكم بما عرف عنه من اخلاق وتسامح  ؟ لانه عرفكم ، رغم حبكم وذكركم له بالخير ويقينكم بأن الزمان  لن يجود  بمثله بعد الحسين فلن تقدموا له شيئا أبدا ، فقد بايع اجدادنا  الحسين سلام الله عليه وطلبوا منه المجيئ لهم لنصرته وحمايته وكانت قلوبهم معه وسيوفهم  عليه فكيف يصدق من خدم الحسين نصرتكم!  
تعاهدون الحسين بالمسير على خطاه وتنتخبون الفاسدين وتستقبلونهم في مصاب الحسين استقبال أجدادكم لعبيد الله بن زياد لعنه الله ولعنهم اجمعين 
فأن نسيتم مافعله الرجل في كربلاء فلا در ثدي بعدكم أبدا 
اما انت يا قرة عين الشرفاء والعراقيين جميعا سيدي وقدوتي خادم الحسين 
يامن جعلت من كربلاء جنة في الارض كما هي في السماء 
يا من زرعت نخيل بين الحرمين وبنيت مقام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف يامن كفلت المدينة امامي ودافعت عنها وتحملت ما تحملت من مسؤولية كادت بغلطة واحده من احد ابنائها تذهب بك الى ما لا يحمد عقباه في يوم مقتل الصدر الثاني قدس الله سره الشريف
كيف يمر عاشوراء  من غير ان اذكرك 
كيف يكون عزاء الحسين في يوم مصابه دون  ان اذكر محنتك 
الست من غرست نخيل الحسين بين الحرمين منذ سنين مضت 
الست الذي كان يواصل الليل بالنهار في مثل هذه الايام يخط بإقدامه شوارع وأزقة كربلاء ليكون بين ضيوف الحسين يذلل لهم الصعاب ويكف ايدي من لا يخافون الله ( من أبناء المدينة ) عنهم وعن حرياتهم وشعائرهم  
الست الذي قلت لتلك العجوز التي افترشت الطريق بعد انقطاع انفاسها ( اصعدي يا امي في سيارتي  وانا انزل منها حتى تصلين الى باب قبلة الحسين وسأمشي مكانك ، فشهقت شهقة سمعتها ملائكة السماء التي تحف قبر سيدي الحسين رافعة يدها قائلة ( ربي بجاه مصاب الحسين لا توكعه بيد ظالم )
 مرت خمسة عشر عاما على تلك اللحظة واللقطة التي طلبت فيها ان تصلي داخل ضريح سيد الشهداء وانهالت دموعك وداعا له خوفا من ان تكون قد قصرت في خدمة الحسين 
ولا زلت احفظها لك واذهب كل عام في يوم عاشوراء استحلف الحسين بتلك الدموع وصدقها ان يفرج همك ويفك سجنك فلا تفكر يا عمي وسيدي انني قد نسيتك ونسيت أفضالك على ولدك علي وعلى مدينة كربلاء فحتى وان تنكر لك البعض فقد عوضك الله برفع ذكرك الطيب بين الناس وإنما أجرك على شبل البتول 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب