يحكم الشك علاقة العراقيين بالمالكي من جهته. لمرحلة حكم “رومانيا” في الخمسينات من القرن الماضي كان “الشك” هو الذي يحكم علاقة النظام بالمواطن. فالمواطن متهم حتى يثبت براءته وما أصعبها وأحوجها للنفاق والذل، أما في “إسبانيا” فقد كان الأمر مختلف تماماً. في “مدريد” عاصمتها كان الخروج من البيت يقتضي من المواطن التصفيق ليحضر حارس الحارة أو المنطقة فيفتح له الباب ويسجل إسمه ويسأله أين يذهب وتتكرر القصة حين يعود يصفق المتفق عليه على عدد من الصفقات فيفتح الحارس له الباب بعد أن يتأكد من أنه هو الذي غادر ولم يُستبدل. هكذا كان يعيش “فرانكو” زعيم إسبانيا من 1936 حتى وفاته 1975، تسلم السلطة بحرب أهلية مات فيها (مليون) إسباني على يد حلفاءه (50 ألف مقاتل قروي مغربي، وموسوليني، وهتلر). وهكذا يعيش المالكي اليوم مدعوماً من نفس القتلة القرويون ومن بوتين وروحاني. هكذا يعيش حرسه الخائفون على المواقع والصلاحيات وتوابعها. تتجدد من تجربة “فرانكو” في العراق وقد تتكرر في أي بلد عربي آخر، لأن الحكم ليس ثقة، إنه يبدأ مصادرة للحرية لينتهي إلى مصادرة كل شيئ باسم النظام والأمن، كان يمكن لهذه القصة أن تكون صحيحة وأن تستمر وأن تنتسخ لولا أن شعوب الأنظمة قد بدلت الوسائل والشروط: نعطك مفتاح الحي والأبنية بشرط أن تعطينا صلاحية إيقاظك وفتح الباب والدخول سالمين. سيحصل هذا لمرة واحدة. في المرة القادمة فستطلب أنت المفتاح وستكتشف أنه لم يعد موجوداً وأنك تستطيع ممارسة حق العودة وحق البقاء حيث أنت. لم تعد عبداً ولكن ليس هنا في وطنك بل في الوطن الذي ستهاجر إليه بعد أن يعود القوميون سيرتهم الأولى.
تعليق:
إختلف أعرابيان في العراق في “الحجاج”. قال أحدهما يدخل الحجاج “الجنة” فقال الآخر بل يدخل “النار”. واشتد الخلاف فقال الثاني: إمرأتي طالق إن دخل الحجاج الجنة. وحين راجع نفسه قال: إن الله غفورٌ رحيم. لعله يدخلها فهل تطلق إمرأتي..؟ ذهب إلى القاضي يستفتيه وكان القاضي يكره الحجاج. روى له القصة وقال ياسيدي.. الله غفورٌ رحيم وقد يدخل الحجاج الجنة فهل تطلق إمرأتي. قال القاضي وكان يكره الحجاج: إذهب إلى إمرأتك طئها أنى شئت فالزنى حلال إن دخلَ الحجاج الجنة.. وأقول اليوم: كل شيء حلال إن دخل المالكي وبعض حكامنا، من دعاة الإسلام، الجنة..!!