كنا قبل أيام في ضيافة السيد وزير التربية الدكتور محمد علي تميم الجبوري،لحضور دعوة إفطار رمضانية في بيته ببغداد ،مجموعة بارزة من الأدباء والاعلاميين والفنانين والرياضيين والمثقفين العراقيين لبت هذه الدعوة الكريمة ،وكان الحضور كله لعراق مصغر من أطياف الشعب العراقي ومحافظاته ،مما يؤكد أصالة شعب العراق وتمسكه بالوحدة الاجتماعية ونبذه التفرقة والطائفية ،ففي صدر تلك الجلسة كان يجلس الى جانب الوزير الملحن الكبير محسن فرحان ،وبجانبه القاص الدكتور نجمان ياسين والفنان والمخرج شفيق المهدي، وعلى يساره اللاعب الدولي علي كاظم والفنان المطرب كريم منصور، والمذيع الإعلامي في قناة الحرة فلاح الذهبي والمذيع في العراقية كريم ،ويتوسط الجلسة فنان الكوميديا العراقي ماجد ياسين الذي أضاف الى جو الدعوة الكثير من المرح والألفة والمودة ،ثم يجلس الفنان والمخرج الموصلي بيات مرعي والفنان التشكيلي عضيد طارق على يسار ه،ويقابلهم المخرج جبار المشهداني مدير قناة العراقية التربوية ،إنها حديقة عراقية متنوعة الرائحة والطيب والمحبة ،جلسة لا تشبهها إلا توحد قلوب العراقيين ،لان هم العراق الذي كان يعطر اللقاء بالأحاديث هو المهيمن ،والإصرار واحد على التمسك بالوحدة العراقية ،ونبذ الطائفية ،ومحاربة رموز الفساد والمفسدين ،والعمل على مداواة جراح العراق والعراقيين ،ولملمة الحزن العراقي في قارورة الشجن، وإطفاء شحنة الزعل لأنه لا(يسوى شيء) أمام هيبة وكبرياء شموخ العراق ،الذي نريده أن يظل باسقا في أعالي السماء رغم ما فعلته يد الغدر الأمريكية ،عندما امتدت لتقطف وردة العراق وتقطع نخلة العراق ،وتطفئ شمعة العراق ،وتقتل طفلة العراق ،وتهدم حضارة العراق ،وتفرق أبناء العراق وتزرع الطائفية البغيضة في نسيجه وجسده ،لهذا تناخت الرجال وقطعت هذه اليد الأمريكية الخبيثة وقبلت الطاولة على رأس المجرم بوش،وبقيت عمتنا النخلة شامخة ،كما هو العراقي شامخ،انه قدر العراق أن يبقى موحدا عبر العصور ،ولا يقبل القسمة إلا على نفسه ،رغم الرياح الهوج ،سماؤه أنقى السماوات ،وأرضه أخصب الأراضي،ورجاله أشجع الرجال ،وناسه أكرم الناس ،هكذا كانت دعوة( الوزير ابن تميم )جامعة للقلوب ،وهكذا كانت القلوب وفية للعراق ،فمن أين تأتيه الدنايا وهو كالبنيان المرصوص ،وفيه قلوب تلهج بحبه ،وتضحي من اجل أن تبقى ساريته تطاول السماء ،تحية لمعالي وزير التربية ،وهو يعبر عن عراقيته وأصالتها ،بجمع الأحبة من كل الطوائف العراقية الكريمة ،ليثبت للعراقيين من حضر الدعوة، أن كل ما تركه الاحتلال من آثار خبيثة وأمراض خبيثة في بنية المجتمع العراقي ،لم تستطع أن تصل الى تفتيت نسيجه الاجتماعي وان النبتة الطائفية الخبيثة لم تصب غير الاحزاب والساسة الذين جلبهم المحتل معه ..حفظ الله العراق وأهله ،وأدام عليهم نعمة التماسك والوحدة ،وخذل أعداءه ..