أحكام قرقوش ذهبت مثلا ، استعاره الشعب العراقي في أحاديثهم عن محكمة المهداوي سيئة الصيت ..
ولكن قرقوش كان يحاكم ، ويستمع إلى المتهمين بغض النظر عن أحكامه الجائرة .
والمهداوي كان يستمع إلى المتهمين ويحاورهم ، ويدخل معهم في حوارات مملوءة بالسخرية قبل أن تطلق محكمته أحكامها ..
أما مجلس النواب العراقي ، فقد حاكم السيد أثيل النجيفي وأصدر حكمه في اقالته دون أن يستدعي السيد أثيل أو يستمع إلى دفاعه ، وبنى حكمه على ورقة محالة من رئاسة الوزراء تتضمن رغبة بعض أعضاء مجلس محافظة نينوى بسحب الثقة عنه ، دون استجواب كما ينص القانون ، فضلا عن وجود أسماء لم توقع على الطلب وقد تم ادراج الأسماء بطريقة التزوير . وهذا ما تم فضحه برسالة موجهة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد رئيس مجلس النواب من قبل أربعة وعشرين عضوا في مجلس محافظة نينوى .
فما الذي حصل ؟
تواصلت المؤامرة من قبل التحالف الوطني ودعاة الولاية الثالثة من سنة المالكي وأرغموا الدكتور سليم الجبوري على ادراج الطلب في جدول الأعمال بل وأرغموه على تقديم التسلسل في المناقشة لأنجاز مؤامرتهم في إقالة السيد أثيل النجيفي .
فعلوا ذلك دون أن يرف لهم جفن في مستقبل المصالحة الوطنية والاتفاقات السياسية ، فعلوا ذلك دون أن يفكروا للحظة بمواطني نينوى الأسرى لدى داعش ، فعلوا ذلك انتقاما من جهود اقامة المعسكرات لتحرير نينوى تلك التي أشادها أثيل النجيفي .
لقد دفع السيد أثيل ثمن وطنيته ، وثمن رفضه لدخول الحشد الشعبي ، وثمن عمله ليل نهار من أجل كسب الدعم لجهود التحرير .
لم يفعل قرقوش ما فعله المتآمرون ، ولم يفعل المهداوي عشر ما فعلوه ، وبرغم أنهم تبادلوا التهاني والقبلات بانتصارهم المزعوم ، فإنهم لم يفعلوا سوى توجيه طعنة غادرة إلى العراق وهم المكلفون بالدفاع عنه وحمل صوته ، فأية مهزلة كبرى تلك التي يعيشها الوطن !!