يبدو ان ذكرى الحرب على العراق تبقى عالقة في اذهان العراقيين بوحشيتها وحجم الدماء التي سفكت فيها وبقيت ايدي المنفذين ملطخة لم يتجرأوا على غسلها . الحرب بمأساتها كشفت العديد من الالتباس وقصر النظر في اعلان الحرب وحجم وتكاليفها ، حيث قدرت خسائرها بـ ( 60) مليار دولار مما كشفت كذب المخططين لها والتي وصلت الى اكثر من (2) ترليون دولار ، فضلاً عن قتل الآلآف من العراقيين المدنيين ، وكشف تفاصيل كذبة اسلحة الدمار الشامل . وبات العراقييون يدفعون فاتورة مستمرة من دمائهم كل اليوم وينفقون مليارات الدولارات لاصلاح البنى التحية التي دمرت جراء حرب غير متكافئة وجيوش عاثت في الارض خراباً ودماراً . في صبيحة هذا اليوم ذكرى اعلان الحرب هزت بغداد انفجارات متتالية شملت احياء من العاصمة تمتاز بكثافة سكانها وغالبيتها من مكون واحد مما يعطي رسالة واضحة لما تقوم به هذه المجاميع من خلط الاوراق واشعال الفتنة الطائفية التي يشعرون بانها باتت قريبة . الملاحظ ان نوعية التفجيرات تهدف الى خلخلة الوضع الامني وارباكه بغية تنفيذ صفحات اخرى من العمليات الارهابية في العاصمة والمحافظات الاخرى . في المقابل نجد ان القانون الدولي الانساني يفرض على الدول المحتلة ان تحمي البلدان التي تحتلها ليس من العدوان الخارجي فحسب وانما حماية حدود البلد من دخول العصابات المسلحة والتنظيمات سواءاً كانت عقائدية او تنظيمية ومنعها من ممارسة عملها . اما في العراق بظل قوات الاحتلال الامريكي دخلت المجاميع الارهابية بحرية ومارست القتل بلا هوادة واستقطبت ابناءه العاطلين عن العمل والمتسرحين من الجيش السابق الذي وشكلت بهم تنظيمات تقاتل بهم القوات الامريكية حسب زعمها لتعطي ذريعة للتواجد على ارض العراق ، وقدمت دول الجوار الاقليمي الدعم والمساعدة ورفدها بـ ( المقاتلين العرب ) ، واشاعوا مبدأ الغاية تبرر الوسيلة في قتل العراقيين بلا رحمة حتى اذا تطلب جرح امريكياً واحداً وقتل مائة عراقي . وبعد انسحاب القوات الامريكية زاد القتل واتسع نطاقه وهذه المرة اكثر شراسة لقتل (الروافض والخارجين عن الدين) فعميت البصيرة واضحى الموت كل ساعة . نقول لهؤلاء القتلة حجتكم عقيمة واردتكم خاوية واجنداتكم باتت مكشوفة ، وان ارتفاع وتيرة الخطاب الطائفي المحرض على العنف هو احد اسباب استمراركم مما يحتم على الحكومة تبني معالجات ميدانية لمواجهة هذا القتل الوحشي .
[email protected]