19 ديسمبر، 2024 7:04 ص

في شأنٍ اوكرانيٍ جديد .!!

في شأنٍ اوكرانيٍ جديد .!!

إذ يلمس المتمعّن والمراقب لتطورات الأحداث ومتغيراتها العسكرية وسواها على الساحة الاوكرانية , أنّ هنالك تعتيم اعلامي – غربي على الاوضاع الداخلية في المجتمع الاوكراني , وفي مختلف المدن التي سقطت او تعرّضت للقصف الصاروخي , والتي لا تزال بعيدةً عن تقاطعات النيران في المعركة الدائرة , ولا ريب انّ هذا التعتيم وإبعاد وإخفاء اضواء وسائل الإعلام عن تفاعلات الداخل الجماهيري الاوكراني , عن انعكاسات المعارك وتاثيرتها , فضلا عن الخسائر البشرية والمادية وحتى النفسية , فإنما مؤدّاه الى حالةٍ ضمنيةٍ او تلقائية من تلكم الآليات الإعلامية المنسوبة الى دولٍ تناهض موسكو وتدعم القوات الاوكرانية لوجستيا او بالاسلحة والأعتدة , ولربما حتى بتوجيهاتٍ من حكومات تلك الدول وبما يتوافق مع الاهداف المرسومة – المشتركة .

ودونما لجوءٍ الى عباراتٍ ومقولاتٍ غدت Expired تقريبا مثل < طفح الكيل او بلغ السيل الزبى وما الى ذلك .! > , لكنّ تسريباتٍ متعددة ومختلفة بدأت تتسرّب من جموع النازحين واللاجئين الأوكران في الدول التي نزحوا اليها , عن مديات التذمّر من هذه الحرب التي صار التعبير والإعراب عنها بطرقٍ مختلفة , وذات الأمر ايضا من الداخل الأوكراني وجماهيره المحاصرة , وكانت العبارة التي تمثّل < القاسم المشترك الأعظم > بين اوكرانيّي الخارج والداخل هي : < زيلينسكي ورّطنا > , أمّا المصادر التي تنقل هذه التسريبات ” او بعض هذه المصادر ! ” فهي من موظفي المنظمات الأنسانية والأخرى الطبية التي تجول في معظم انحاء اوكرانيا والدول المحيطة بها , بجانبِ عدد محدودٍ من الدبلوماسيين الأوكران < في بعض الدول > والتي يتحدثون فيها بعيداً عن الإعلام وضمن علاقاتٍ خاصة مع بعض ساسة تلك الدول , ومع تكتّمٍ اعلاميٍ مشدد بهذا الشأن .!

من جانبٍ آخرٍ ومختلف , فما اعلنته وزارة الدفاع الأوكرانية يوم امس من انها اكملت او استكملت كامل سيطرتها المطلقة على العاصمة كييف , فإنّه تصريحٌ او اعلانٌ مزدوج المعنى المتباين , ويحمل في طيّاته المطويّة بعضاً ما من التلاعب في الألفاظ والمعاني ايضا , فالقوات الروسية لم تدخل العاصمة اصلاً , وانّما اعلنت انسحابها من الحافّات الأمامية للمدينة < المحاصرة من جهاتٍ ثلاث , والتي ما فتئت تحت مرمى نيران المدفعية قبل الصواريخ > وانّ الجيش الأوكراني لم يعمل سوى اعادة التمركز في انحاء وارجاء العاصمة < وكأنّ شيئاً لم يكن تقريباً > .! , أمّا الإنسحاب الروسي التكتيكي , فلعلّه يرتبط بعددٍ من جولات المفاوضات التي انعقدت بين كلا الطرفين , والملاحظ في ذلك أنّ كلا الجانبين الأوكراني والروسي أقرّا بإحرازِ تقدّمٍ ما في تلكم المفاوضات اللواتي لم تنتهِ ولن تنتهِ قريباً .! وللحديثِ وتحديثاته شؤونٌ وشجون .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات