هدف الاغتيال: العالم الإيراني النووي محسن فخري زاده ، الذي يحمل 3 جوازات سفر دولية وواحد من أهم العقول العلمية الأيرانية، من مواليد قم( 1958)، حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة النووية، وشغل منصب نائب وزير الدفاع الأيراني ويحمل رتبة عميد في الحرس الثوري الأيراني و يعتبر عراب تطوير البرنامج النووي الإيراني والصواريخ البالستية كما جاء في وصف التقرير الأممي الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام( 2011) بأن زاده شخصية محورية في العمل الإيراني المشتبه به لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية، رجل بمثل هذه الخطورة والمنصب حتى وأن كان بعيدا عن أضواء السياسية والإعلام ألا أن عمله المميز وضعه تحت مراقبة أجهزة الاستخبارات لكثير من الدول وأولها أسرائيل التي رصدت نشاطاته منذ بداية التسعينيات، واعتبرته واحد من أخطر العقول التي تهدد أمن أسرائيل.
فريق الاغتيال : لم يكن هذا الفريق بالفريق العادي لا على مستوى التدريب والدعم او حتى عدد أفراده من اجل اغتيال فرد واحد ، المعلومات الاستخباراتية التي توفرت بعد عملية الاغتيال أشارت إلى أن فريق الاغتيال يتكون من أكثر من( 62) فردا ، (12) فردا لتنفيذ العملية و(50)فردا للدعم اللوجستي، بالإضافة الى عدد من الأقمار الصناعية والذكاء الصناعي والأتصالات الخاصة المتطورة وأجهزة تشويش وأسلحة مرتبطة بالأقمار الصناعية رشاشات ومتفجرات وعدد من المركبات والدراجات النارية،ووصول فريق الإغتيال بتوقيتات و وجهات مختلفة منذ عدة أشهر،كل هذه التفاصيل تلقي بظلالها على مقدار التخطيط والإمكانيات التي لا تتوفر إلا عند بعض الدول، والتي رصدت أموال وموارد هائلة لمثل هذه العملية وتبين مدى أهمية الهدف بالنسبة اليهم، لكن من هم ولم هذا التوقيت؟
التنفيذ: عملية التنفيذ لا تقل غرابة عن أي عملية مخابراتية بل تفوقت على الكثير بطريقة تنفيذها الهوليودية، والتي أقتبست بشكل حرفي من فيلم The Jackal 1997))،أبن اوى )) تفجر بسيط يلفت الأنتباه ويقسم فريق حماية العالم ليترك مركبته المصفحة فيصبح هدفا سهلا ،أجهزة تشويش لمنع التواصل بين أفراد فريق الحماية أوأي قوة أخرى، رشاش مصوب بواسطة فريق الاغتيال يتم التحكم به عبر الأقمار الصناعية وأخيرا أنسحاب فريق الاغتيال بعد تفجير السيارة المشتركة بعملية الاغتيال والسلاح المستخدم.
التوقيت :نعود الى السؤال الأهم من هي الجهة المستفيدة ولم هذا التوقيت بالذات ؟ من المعروف أن إيران وحال ألأعلان عن برنامجها النووي قد دخلت حربا غير مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأثارت حفيظة الكثير من دول الجوار وخاصة الخليجية منها لما سيغير من ميزان القوى في المنطقة،وأتت طروحات السياسة الخارجية الأمريكية نتيجة التنافس الشديد بين الرئيسين ( بايدن وترامب ) عشية الانتخابات ، مما عزز من الدفع بوجوب تنفيذ هذا المخطط الذي تم وضعه منذ فترة ليست بالقصيرة خاصة ان علاقة ايران مع الولايات المتحدة أصبحت جد متوترة بعد اغتيال الجنرال سليماني واعتراف القيادة الأمريكية بهذه العملية وما تلاها من ردود أفعال ايرانية للرد على هذا الاغتيال.
دَفع الخصمين الى المواجهة العسكرية، سيكون هو الهدف الأساس لهذه العملية، بالإضافة الى أضعاف الالة العسكرية الإيرانية بتحييد أحد اهم رموزها العلمية ، بالرغم من كل ما ذكر من تخطيط ودهاء في عملية التنفيذ ودفع نحو المواجه العسكرية ، لم يؤخذ في الحسبان أن الحرب قد نشبت، منذ فترة ليست بالقصيرة بين إيران والولايات المتحدة وتم تحديد نوع المواجه غير المباشرة بينهما وأن المواجهة العسكرة قد نحيت من قبل كلا الطرفين، فخطر التهديد للمنطقة يعزز من الٌأقتصاد الامريكي وصناعة الأسلحة وبيعها لدول الخليج ويحافظ على تلك الصنعة الكبيرة،ولايرغب أي من الرؤساء الأمريكان ان يكون مسؤولا عن سقوط عدد من جنوده قتلى او تدمير عدد من الأسلحة الأمريكية في حالة الدخول في حرب مباشرة مع ايران لأنها ستكون كارثة بالنسبة الى الصحافة و الرأي العام الأمريكي ،لذا من الأفضل ان يبقى الوضع على ماهو عليه ( حرب باردة من طراز حديث ).