كنتُ هناك قبل قليل, في تلك الدائِرة المَحزونة – كما تبدو لي – حيث الناس, خليط غير مُتجانس, اصحاب المباني وطُلابْ الأماني, من يَملِكون ومن يتسولون!. لا اعرف لماذا حملتني قدميّ الى (مطعم او ورشة), لا اعرف بالضبط, فالمعالِم ليست واضحة في ذلك الجزء من الدائرة, المهم, رائِحة (الفّلافل) كانت تملئ الأجواء, ما اعرفه بالضبط, هو ان هذا المكان تم تفجيره سابقا ولمرتين مع اني لم الاحظ اي اهمية عسكرية للمكان تستوجب إستهدافه, ولا اي اهتمام حكومي ظاهر لحمايته, وكأنه عبث اتفق عليه الضدان!, دَقَقّتُ في وجوه المتزاحمين للحصول على( لفّه), شعرتُ ان كل معلوماتي عن هذه الدائرة, مجرد اوهام من صنع خيالي!, فكل مايفعلونه هو اللوكّ بوجوه ساهِمة, من دون احساس ظاهر بالماضي او بالخطر من استهدافه مجدداً. بدوري, طَلبتُ (لفه), مع اني لم اكن جائع, وبسبب غير واضح, اختلط فيه الأحساس بالأنتماء للمكان, والرغبة بالمشاركة, تناولتها من يد البائع المشغول جدا دون ان يطلب النقود!, وبدأت بالوكّ, مع يقيني بأنها ملوثه بالبكيريا المجانيه المسببة للتسمم الغذائي من السالمونيلا والشكيلا وغيرها والتي لاتعيش إلا مع هؤلاء المُعّدمينْ, حسب المعلومات التي اعرفها عن تسمم سابق!.ولكوني افضل الاكل بعيداً عن الاضواء, زَحفتُ بجانب الورشة! في زاوية لمحل مُغلق, مُظلم الواجهة, فجأه, احسست بقدمي تصددم بشيء صلب بعض الشي وقابل للحركة في ذات الوقت, شعرت برهبة حقيقية, مُحاولا تميز ذلك الشيء, ثم هَتّفْ صوت آدمي خنيق,( ماروح منا شتسوي سوي), اه ….. متسول عجوز يفترش الأرض ويلتحف السماء, اختار ذلك الجزء القذر من الدائرة مكاناً لنومه!, اعتذرت منسحبا, من دون ان يُعير العجوز اي اهتمام لهذه المِثالية, غط في النوم سريعا!.ادَرّتُ بصري في كل الدائرة, وشعرت أن هذا الموقف قد حصل معي في السابق, ثم ايقنت انه لم يحصل, ذاكرتي فقط هي من اخذتني الى قصص الف ليلة وليلة, وكيف كان الخليفة (يَجّفص) في بطون الفقراء- مثلي- من دون ان يعلم!. ثم تذكرت انني مازلت اعيش في دولة الخليفة, الشرعي (و) الرسمي!!!.