12 أبريل، 2024 5:49 ص
Search
Close this search box.

في رمضان وقبل فوات الأوان في رمضان وقبل فوات الأوان

Facebook
Twitter
LinkedIn

ذات صباح، قبل شروق الشمس، ذهب صياد سمك الى نهر. عند ضفة النهر شعر بشيء ما تحت قدميه، فوجد أنه كيس صغير من الأحجار. التقط الكيس ووضع شبكته جانبا ثم جلس القرفصاء على ضفة النهر ينتظر شروق الشمس. كان ينتظر حلول الفجر ليبدأ عمله اليومي. بتكاسل أخرج حجرا من الكيس وقذف هبه الى الماء ، ثم القى بحجر آخر الى النهر ، ثم بحجر آخر. بسبب عدم وجود أي شيء يفعله.

استمر يرمي الأحجار في النهر بشكل متتابع. أثناء ذلك أخذت الشمس تشرق ببطء وانبلج الصبح.

في ذلك الوقت كان قد ألقى بكل الأحجار في النهر باستثناء حجر واحد، الحجر الأخير بقى في راحة يده. كاد ان يتوقف قلبه حينما نظر الى ما كان في يده بعدما طلع النهار. فقد كان حجرا كريما ! وكان قد ألقى بكيس الأحجار بأكمله أثناء الظلمة ! وما خسره كان عن غير قصد !. لعن نفسه وهو يطفح بالندم. نشج وبكى بحرقة وكاد أن يفقد عقله من شدة الحزن.

لقد عثر بشكل عرضي على ثروة تكفي لإغناء حياته مرات عديدة، لكنه خسرها في الظلام من دون معرفة. غير أنه كان محظوظا الى حد ما؛ فلا زالت هناك جوهرة واحدة؛ إذ سطع الضوء قبل أن يرمي بها الى النهر. بشكل عام فإن معظم الناس لا يملكون حتى ذلك الحظ الذي يملكه هذا الصياد، ان تلك الجوهرة هي رمضان.

إن الوقت يمضي والظلمة تنتشر في كل مكان من حياتنا. الشمس لم تشرق بعد وقد أهدرنا بالفعل كل جواهر حياتنا الثمينة. فالحياة كنز دفين شاسع، والإنسان لم يفعل شيئا سوى التخلص منه. بمرور الوقت أدركنا أهمية الحياة بعد أن هدرناها. فالسر واللغز والنعيم والخلاص و..ضاعت كلها، وانقضت حياة المرء. لكن، ربما هناك جوهرة تعيد التوازن الى النفس المضطربة الباحثة عن الشبع مقابل جوع الناس، الصحة مقابل ألم الناس.

فكر أيها المواطن والسياسي والاقتصادي، قبل رمي الجوهرة الأخيرة في النهر أو الأوساخ أو النجاة بها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب