تحديدا..بعد سنوات من سقوط الفاشية في العراق..وفي يوم مناقشة رسالة ماجستير في النقد الأدبي والرسالة تتناول الادب العراقي ضمن فضاء الريف . …رسالة الماجستير من خلال أطلاعي عليها،أنا المريض بكل ما هو جديد في آلية العمل النقدي،أنشدد تُ للجهد المعرفي الغزير في هذه الرسالة، ولولا حيائي لطلبت ُ نسخة لي منها،أكررقراءتي فيها،وأتعلم من هذا الجيل الأكاديمي الجديد،الطالع من اوجاعنا العراقية..أكررأنشددت ُ لآليات العمل النقدي..الذي أشتغل على روايات تحتوي فضاء الريف بعقائده وطقوسه وازدواجياته وطوائفه حيث الوعي المزيف يحاول قهر الوعي السوي كل ذلك بأسلوبية مشعرنة مع حفاظها على الروح الاكاديمية ،لا على جهامتها…وحسب قول احد الأساتذة المنفتحين على أفق الحداثة..
انها هذه الرسالة في الاقل تستحق جيد جدا…لموضوعتها وللجهد العميق
المبذول فيها..لكن أحد الاكاديمي الذي في لجنة المناقشة كانت لديه ملاحظاته ..سأتوقف عند ملاحظتين فقط :
*الرسالة تحتفي بدور الشيوعين في الريف وتهمل دور الاحزاب الاسلامية
*الرسالة تحيل الطقوس الدينية كلها لجذر سومري..
شخصيا..أتساءل هل قرأ الدكتور( …) الروايات التي اشتغلت عليها رسالة الماجستير..؟! اذا كان قد قرأها حقا فكيف يطالب ان تتناول دور الاحزاب الاسلامية؟ ومؤلفو الروايات لم يتناولوا دور هذه الاحزاب الأسلامية في الريف العراقي ،هل على رسالة الماجستير ان تشتغل من خلف ظهر مؤلفي هذه الروايات ؟!
أما اعتراض الدكتور(…) على ذكر دور الشيوعين والفكر اليساري، فأن الدكتور يرفض التحلي بالموضوعية في مناقشة رسالة الماجستير؟! من خلال الرفض ،يطالب رسالة الماجستير ان تتخلى عن اجراءاتها البحثية ..مثلا..حين يتناول اي باحث رباعية ابو كاطع(شمران الياسري)،هل ممكن حذف فاعلية الفكر اليساري من الرواية؟ أو(وليمة لأعشاب البحر) رواية حيدر حيدر عن تجربة (فيت هور) على وزن فيتنام..وتحديدا أعني جماعة الشهيد (خالد زكي) في منتصف ستينات القرن الماضي،قبل انشقاق القيادة المركزية بقيادة عزيز الحاج وبيتر يوسف وسامي أحمد ومحمود أحمد الصفار ..راوية (وليمة…) تشتغل على فاعلية دور اليسار العراقي في الريف،هل يمكن تناول الرواية من خلال حذف مهيمنتها الروائية ؟!
..ولنضرب مثلا ابعد..حين أتناول مثلا ثلاثية نجيب محفوظ هل يمكن حذف حركة الاخوان اودو الشيوعيون؟ صعوبة الحذف هي ان ثلاثية نجيب محفوظ على مستوى الفكر تشتغل على هاتين الحركتين على الشيوعين وعلى الاخوان..فقط والطريف بالأمر..يذكر نجيب محفوظ، ان أحدهم اتصل تلفونيا بنجيب محفوظ،وسأله بعد مشاهدته فلم (قصر الشوق..) المعد عن الجزء الثاني من الرواية ويحمل الاسم نفسه لماذا لم تذكر حركة (مصر الفتاة) في رواية قصر الشوق؟ فأذا نجيب محفوظ بما عُرِف عنه بروح النكته اجابه: ألا يكفي ان احمد حسين رئيس (حركة مصر الفتاة )كتب ثلاثية عن حركته؟ !وهنا بكل تقدير اخاطب الدكتور الذي لاأعرفه ولايعرفني ،الذي وقف قبل سنوات في احدى الجامعات العراقية معترضا على فاعليات البحث .من حقك ان تعترض لو ان رسالة الماجستير ،حشرت اي طرف سياسي لاوجود له في المتن الروائي….
وبخصوص الشعائر والطقوس العراقية،فهي عراقية عريقه ولها جذور في العمق العراقي،وهو عمق غزير الخصوبة مكتنز بخصوبات تأويل وانزياحا ت….
المهم..ان رسالة الماجستير ..كرها حشرت (صفحات) ارضاءً لمزاج للدكتور الأيدلوجي(….) !!هذا ما عرفته من الطالب (….)..وحين سألني ما رأيك أجبته : لو كانت رسالة الماجستير من انتاجي..فأنني لن اطبعها في دار نشر ألاّ….بحذف الصفحات التي أملاها عليك المزاج الايدلوجي للدكتور(…..)