ما اجمل اللحظات وانت تدخل هذا الصرح العلمي المميز.. ما اجمل الدقائق والمشاهد وانت تشاهد ما تم بنائه بعد هذه الحرب الطاحنة التي احرقت الاخضر واليابس عندما تزور جامعة الموصل وتبحث بين حدائقها الجميلة بأزهارها وبين كلياتها المتفوقة بعلمها وتقنياتها..
كانت زيارتي للجامعة من اجل دفع اقساط التعليم الموازي لابني الطالب احمد ابراهيم في كليه الهندسة قسم الهندسة الميكانيكية وعند وصولي الى حسابات الكلية كان باستقبالي الاستاذ احمد ابو راما احد المسؤولين في حسابات الكلية وكان استقبالا اكثر من رائع ولا يمكن لي ان اوصف اللقاء مع هذا الاستاذ الفاضل حيث غمرني بلقاء استقباله وقام بإجراء اللازم ومن دون اي عناء بالنسبة لي لانه قام وتكفل بجميع الإجراءات الرسمية المطلوبة وهنا يسعدني ويسرني ان اقدم له جزيل الشكر والتقدير لحفاوته الكريمة في الاستقبال والتوديع..
بعدها توجهت الى المكتبة المركزية لإهدائهم نسخة من احد مؤلفاتي والتي قاموا بتوثيقها وسوف ينشرون خبر الاستلام في موقعهم الخاص.
بعدها جولة في رحاب فضاء الجامعة.. نعم انها جامعة الموصل هذه الجامعة التي تخرج من صفوفها مئات الالاف من الاجيال ومن مختلف دول العالم وهم يقدمون لبلدانهم اليوم العلم والمعرفة في عالم الصناعة والتكنولوجيا والطب… بين مسافة واخرى تشاهد كلية باختصاصها تختلف عن سابقتها وحديقة تزهو بطلابها وازهارها الذين يجلسون بها وهم يسامرون تلك الزهور ويتركون معها ذكريات جميلة لا يمكن نسيانها نعم انها المرحلة الجامعية التي تعتبر مرحلة العز في الشباب والتي ما زال كل الخريجين يتمنون العودة اليها والى ايامها الجميلة..
وانا اتجول وارى كل ما هو جميل فيها. طلاب يجلسون في فترة استراحتهم قسم منهم يتكلم عن وضعه العام والاخر يخاطب زميلته في الكلية ويعطي وعده بالزواج بعد التخرج وان يتقدم لخطوبتها وهي كلها آذان صاغية ولااعرف هل انها تسمعها كلمات عابرة ام وعود موثقة…
وهناك شباب يعشقون الفن والرسم وهم يرسمون لوحاتهم الفنية مستوحين من الطبيعة الخلابة افكارهم الجميلة…
عندما تدخل الى هذه الجامعة تجد نفسك في عالم ثاني عالم نظيف عالم متعلم كأنك تدخل الى مدينة اخرى غير المدينة التي دخلت منها من الشارع العام نعم انها فعلا المدينة الجامعية التي تقدم العلم لهؤلاء الشباب المتفائلين بالمستقبل والذين عاهدوا اهاليهم على الحصول على اعلى الشهادات العلمية..
ما اطيبها من لحظات وانا ارى هذه المكتبة المركزية التي بنيت وفق احدث التصاميم العمرانية التي تليق بهذا الصرح العلمي وارى هذه الكليات الشامخة امامي ومن هنا اناشد كل الشباب الذين يواجهون صعوبة في دراساتهم الإعدادية ان يتذكروا هذه اللحظة الجميلة عندما يدخلون هذا العالم العلمي المميز مدينة متكاملة بنظام مميز شوارع مصممة وفق احدث النظام العالمي للطرق في الدول الأوروبية تتخللها استراحات كبيرة للطلاب ومتنزهات وحدائق جميلة جدا وانت تسمع هنا هذا طالب جاء ليحصل على شهادة البكالوريوس والاخر هنا طالب دراسات عليا لينهي مرحلة الماجستير والاخر متوجه للتقديم الى دراسة الدكتوراه والجميع جاؤوا للبحث عن مستقبل زاهر حتى يدخلوا الفرحة الى قلوب اهاليهم وبحققون ماكانوا يحلمون به منذ طفولتهم…وثبت لي فعلا ان افضل مرحلة من العمر هي المرحلة الجامعية وان الخسارة الوحيدة في حياتنا اننا لم ندخل ونعيش هكذا اجواء ربيعية دائمة..
ومن الناحية العلمية انها جامعة الموصل هذه الجامعة التي لمع اسمها منذ ستينات القرن الماضي وما زالت تحتوي الالاف من ابناءنا الطلبة وما زلنا نسمع يوميا عن افتتاح كلية علمية جديدة وفق متطلبات العصر الحديث من تكنولوجيا وعلوم الكترونيات مميزة..
حتى الهواء هنا نقي خالص وصحي خالي من التلوث البيئي ان الزيارة لهكذا صرح علمي لها دلالة وذكرى في النفس وستبقى خالدة ولحظاتها مميزه وخاصة بعد ان التقيت بكوادر علمية مميزة من خلال هذه الزيارة وشعرت بانني في عالم جميل اخر ليس عالم ضجيج السيارات الموجودة في الشارع وانا اسمع صوت موسيقى ابو الغاز والبائع المتجول وهو يصرخ بأذني(( ثلاث كيلوات بألف)).او ((نخاله… من يبيع نخاله))
هنا كل شيء هادئ هنا الصمت هنا الهدوء مع الثقافة هنا جمالية المنظر في اشجارها وساكنيها.. هنا اكبر صرح علمي في مدينة الموصل… هنا جامعة الموصل…هنا الحياة في عالم آخر……