18 ديسمبر، 2024 7:43 م

الحوار العلميّ يفتح مقبرة البقيع أمام الزوار والحجيج

الحوار العلميّ يفتح مقبرة البقيع أمام الزوار والحجيج

الحِوار هو لغة التّفاهم بين النّاس، وأسلوب فعَّال للتواصل فيما بينهم، ووسيلة لتبادل المعلومات والأفكار والثقافات والخبرات بين الشعوب، وهذا بدوره ينعكس إيجابا على رُقيِّ المجتمعات وتقدّمها، وبالحِوار يتم ردم هوَّة الخلاف الواسعة بين الأفكار ووجهات النظر، وتتقلّص المسافة بين الطّرفين المختلفين، يُزاد على ذلك أنَّ الحِوار يفتح المدارك على السبل المختلفة المُؤدّية إلى الحقيقة؛ ويساهم في تعميق أفكار الفرد ومداركه وطرق تفكيره.
أثبت الحوار العلميّ- اليوم -أنَّه الفيصل في حل القضايا الخلافيّة وتذويبها ، وتقريب وجهات النظر، وسجَّل انتصار علميَّا يضاف إلى سلسلة انتصارات الحوار على الخصام والتطرف. لقد أثبت المحقق المهندس من خلال حزمة من الأدلة الشرعيّة العلميّة الأخلاقيّة التأريخيّة اثبت بطلان فتوى ابن تيميّة القاضية بحرمة زيارة قبور الأئمَّة والأولياء والصالحين وتكفير وإباحة دم من يزورهم، ولعَّل ما يميز ما طرحه المحقق الأستاذ أنَّه أثبت أنَّ خلفاء وسلاطين التيميَّة قد زاروا القبور بأنفسهم ،إذ وضَّح ذلك بقوله: ((يا مارقة يا سفهاء الأحلام، تكفّرون وتقتلون المسلمين السنة والشيعة ؛لأنّهم يزورون القبور، وتنتهكون حرمات الأولياء والصالحين وتهدمون قبورهم، وها أنتم قُطِعَت ألسنتَّكم وبَلَعْتموها خاسئين مُبلسين مَرجومين أمام زيارة الولاة الملوك السلاطين أولياء الأمور الأيوبيين لقبر الإمام الشافعيّ (رضي الله عنه)!!! فسلام الله وبركاته على آل أيوب ،الذين كشفوا زيف مدّعى ابن تيميَّة وأتباعه الجهّال في منع وتحريم زيارة القبور وتكفير وقتل مَن يزورها)).
فها هي قبور أئمَّة البقيع تستقبل محبيها من كل المسلمين بعد أن تم منعهم وتحريم زيارتهم وغيرهم من قبور الأولياء والصالحين بفتاوى الفكر التيميّ المتطرف، حيث تم فتح مقبرة البقيع أمام الزوار والحجيج هذا العام بصورة علنيَّة.
الحوار البنَّاء هو الحصن الحصين الذي يحول دون تحوّل الاختلافات إلى عوامل مغذية للتطرف والعنف والاقتتال وسلب الحريات ،ولو أنَّ جميع المختلفين فكريَّا أو عقديَّا أو إيديولوجيَّا اعتمدوا لغة الحوار العلميّ، لما حصل التصادم والصراع والتقاتل الذي زهقت بسببه الأرواح ،وسُفِكت الدماء ،وانتُهِكت المقدسات ،وسُلِبت الأموال، وقُمِعت الحريات واختُطِفت الأوطان…