في رثاء الطاهرة بان: قتلوا الشرف ليحيا العار تجار الدم إعلاميو البزنس الذين ركعوا لسلطان الأرض وهجروا سلطان السماء!

في رثاء الطاهرة بان: قتلوا الشرف ليحيا العار تجار الدم إعلاميو البزنس الذين ركعوا لسلطان الأرض وهجروا سلطان السماء!

قتلوا الشرف من أجل أن يحيا ويستر العار؟

يحكى أنه، أثناء الحروب الصليبية دخلت إحدى فرق الغزاة قرية من القرى المسلمة بينما كان الرجال في الحقول، فنهب الغزاة الأموال واغتصبوا النساء. وبعد رحيل الغزاة جلست النسوة يشكين لبعضهن ما أحدثه الغزاة بهن من المهانة والعار، ثم اتفقن على ستر السر عن ازواجهن والا ينكشفن جميعهن.

فسألت إحداهن: أين أم حسن؟ وكانت غير حاضرة، فقالوا: لعل أحد الجنود أصابها أو قتلها؟

فذهبوا إليها فوجدوها تجرّ جثة الجندي الذي حاول الاعتداء عليها، فلما سألوها كيف قاتلتيه؟

أجابت: وهل كنتنّ تنتظرن أن أُفرّط في عرضي قبل أن أموت، فكانت الشريفة الوحيدة التي حفظت عرضها بشجاعتها!

فغار النسوة منها فخرجن من دارها وهنّ خزايا وقد طأطأن رؤوسهنّ، وخفن من ان ينكشف امرهن، ثم اتّفقن على حيلة خبيثة شيطانية، رجعن الى دار أم حسن، فهجمن عليها على غفلة،وماتت الحرة الشريفة بأيدي الجبن والخسة. قتلوها حتى لا تفضحهنّ أمام أزواجهن. قتلوا الشرف من أجل أن يحيا ويُستر العار.

الشهيدة بان أو المغدورة أو القتيلة أو المنتحرة، قل ما شئت، لم تطالب بالمستحيل وليس لأحد حق في مصادرة إرادتها، لكن الجريمة والغدر تلك الممارسة التي لا تنفك عن التلاعب في مقدراتأبناء بلدنا العراق، ولا تنفكّ عن التحايل وخلق جميع المشاكل. ربما لأن نزعة الإجرام غريزة في بعض البشر، وإن القتل مكتوب علىالعراقيين بمنطق جدل الحياة والديمومة.

أمّا نحن من بقي على قيد الحياة فليس لدينا حيلة أو شأن أكثر من تدوين وقائع بصمات آثار الشرفاء أمثال الشهيدة بان وغيرها. هنا نقف ونتأمل وجودنا لننظر ونتأمل القادم، لاسيما القادم مجهول، بالتالي سنعجز عن استيعابه، لأن المستقبل بالنسبة لنا شاذ عن المألوف، لأن هناك من يتفنن بصياغة الأكاذيب.

وكأن الشهيدة بان كانت تشعر أنها تقف على حافة بحيرة تسكن في ثناياها مياه صافية لكي ترى واقع صورتها الذهنيّة، ولا تعلم مايخطط لها في الخفاء؟

هل كانت الدكتورة بان تحلم بمستقبل مشرق؟

نعم، لكنها لا تعلم أن قوانين الأحلام قد تبدلت في العراق.

وهل كانت الشهيدة بان تقدس عملها وتؤدي رسالة شريفة للمجتمع العراقي؟

نعم، لكنها لا تعلم أن المقدس في العمل فقد معيار وزنه في العراق،فلم تعد الأمانة وقدسية المهنة أكثر من عامل كيل سياسي.

وهل هناك من يخدعنا مبررا قتل بان؟

بكل تأكيد، فقصة الخداع لم ولن تنتهي عند الشهيدة بان، وإنما ستستمر رحلة الخداع ثم الضياع ليستقر بنا الحال ضمن سلسلةحياة نعيشها بطريقة كهنوتيّة تعجن دماء الشرفاء ويصفق لها الحقراء.

بلا شك أن الأعلام بأنه يمثل السلطة الرابعة وفق تقيم دوره، لكن الأصحّ أنه سلطة موازية ورافد رئيس في الحكم. لكن في قضية الشهيدة بان، الكل يدعي الوقوف معها، حيث الحقيقة التي لا غبار عليها، أغلب القنوات الإعلاميّة تمارس الهزل في موضع الجد، (بعض) القنوات تدافع عن البهتان والباطل، وهم يعملون وفق أجندات، ويتلقون التعليمات من الأحزاب السياسية وبعض الشخصيات الفاعلة في المشهد السياسي العراقي!

 بالتالي تحولت الحدود الى معتقدات وتم حشد الرأي العام وتجنيدهضد الحقيقة، عليه انقلبت معادلة الجريمة وأصبح الغالب فيه مغلوبا. إلى الحد الذي ترسخت فيه معادلة الجريمة، وأخذت تلتحفبألوان من ثياب طقوس وتعاليم يستر فيها عورات المجرم عن بصيرة الوعي، وتلاعب (بعض) الإعلام بقضية بان من خلال الأفكار التي تمارس اللعب على أوتار غرائزنا، والأخطر هو ما يستهدف وجودنا الثقافي وتاريخنا، أما أنواع الأسلحة المستخدمة في هذه الحروب فتجسدها (بعض) وسائل الإعلام بحرفية عالية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات