23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

في ربيع الأول .. ليلة منام وراية بيضاء على أسوار المدينة!!

في ربيع الأول .. ليلة منام وراية بيضاء على أسوار المدينة!!

قراءات في دفاتر زمن جاهل، لا يعرف سوى المجون والعدوان، الذي لم تسلم منه حتى الأنثى، ولكن النجاح وسط أحجار البيت العتيق، له طعم خاص، حينما إنطلقت من وسط الغار، كلمة غيرت مجرى التأريخ والعالم، إنها (إقرأْ) بعمر الأربعين، بعد تأملات إلهية طويلة، iإنتصار رباني صرخ: ما أنا بقارئ!
صراع مرير مع الأعداء الأربعة: (أبو سفيان، أبو جهل، أبو لهب، أبو عتبة)، وبداية حاول فيها الدم والسياط، نشر مشاهده على أجساد الضعفاء والعبيد، لينسج قصة صمود لقلة مؤمنة صابرة، فنالت رضوان الباريء عز وجل، أما علي فقد قال عنه أبو سفيان: أي دين هذا، الذي بدأ برجل وإمرأة وغلام؟!
ربيع الأول يعرف عند بعض العرب، أول شهر في السنة الهجرية، لأن اليوم الأول منه، كانت هجرة نبي الرحمة، ومنقذ الأمة الرسول محمد (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، من عذابات قريش، الى إنتصارات المدينة، حين أمر علياً في ليلة فداء، فأتم المهمة (عليه السلام)، حتى وصول الهادي النذير الى يثرب!
حوار نوراني، ذكي عميق واقعي، بين النبي والوصي (عليهما السلام)، حمل هموم الرسالة الإسلامية، ونتائجها على الأمة، فتقبلها علي (عليه السلام) بقبول حسن، فكل الأبواب ستغلق يوماً، إلا باب علي وفاطمة، فهما من أبواب الجنة، وهو ربيع يضاف الى ربيع الفداء، والهجرة المباركة، فكان حقاً علينا نصر المؤمنين، والعاقبة للمتقين!
ربيع اللحاق الأول بالرسول الأعظم، لبضعته الزهراء عليهما السلام، بعد وفاته كونها أول من فارق الحياة، من أهل بيته بعده حين تهلل وجهها له، في اللحظات الأخيرة من أنفاسه المقدسة، فقد أعلنت أم السبطين البتول، تصريحها الخطير، بأنها غاضبة على الأمة، فرحلت في موتها مستبشرة، لترد حوض الكوثر فرحة بأبيها!
هجرة نبوية تأريخية، إستشاطت فيها الأقلام المأجورة، غضباً وحقداً على مسيرة الجهاد، ونشر الفضائل من أجل إعلاء كلمة التوحيد، وإنقاذ الأمة من الجاهلية، والعدوان، والضلالة، وإخراجهم من الظلمات، والجبت، والطاغوت، الى النور، والهداية، والصراط المستقيم، ففي ربيع الأول أنتصرت، ثقافة ورسالة إقرأ، من العلي الأعلى دون منازع، وحتى يوم يبعثون!
راية بيضاء بانت على أسوار المدينة المنورة، بعد مسيرة عظيمة، حملها بيده رسول رب العالمين، (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، وشع نور الإسلام، ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، وأصبح ربيع الأول، ربيع الإنتصار المحمدي الأصيل، بوصوله سالماً الى المدينة المنورة، فقد طلع البدر علينا، من ثنايا الفجر السعيد!