22 ديسمبر، 2024 3:14 م

في ربيعك يا نيسان.. لنا مآل

في ربيعك يا نيسان.. لنا مآل

في يوم نيساني من عام 2003 أخرج الله العراقيين من ظلامتهم وهداهم الى نور الحرية وهيأ لهم قوات صديقة عاونتهم على ازالة نظام الفرد والجهل والحروب ..وكسرت يد ألصنم في ساحة الفردوس وألزم جحره مذعورا.. بعد أن كان نمرا من ورق يملأ الشاشات حضورا.. وانزوى في حفرة خلدته مفخرة لأعوانه كاالجرذ جبانا سليبا .
كانت القوات الامريكية الغازية كما يحلو الى البعض تسميتها.. وأسئلهم من أتى بها غير حماقات سيدهم ؟.. كانت هذه القوات تبحث وتسأل الذاهب والقادم عن أرنب اختفى ..وضح النهار عليه وأسكتته من ثرثرته وأوقفت رعونته الى ألأبد [هسا عينه تبخرنا ] ومن قبل [ يذر ألويلاد ألتراب في عيون الشبح ] متباهيا بشره الذي نال من دماء العراقيين ما فاضت به الشوارع ..وعقده وحقده الذي امتلئت به حفر المقابر الجماعية والأنفال .

شلت يد الزمان ونحن ندفع ضريبة وأحمال لا طاقة لنا بها بما القى الينا من وجوه رثة كأنها الشوك أدمت حقوقنا وسلبت ارادتنا .. ورقد البلاد بسعيها كأصحاب الكهف عن ما حصل للعالم من تقدم في ثورة صناعية وزراعية ورفاهية وديمقراطية مستقرة ..وهذا ما جناه العراق منذ تاسيسه ولحد الآن من طغاة تتلاعب في أقدارنا تمرسوا بقمع الحريات والحروب.

ان الذين ساهموا في سد منافذ مجرم الحروب أنقادوا الى شراهة الفساد الذي مالت له رقاب أهل السحت.. ومن أصبح وزيرا ونائبا بليل التوازن والتوافق.. هللت له الحناجر بنحرالخراف ليفوز بحقيبة تملؤها الدولارات التي لم يراها في عينه وتدر عليه سوابغ النعم فأنتشى بالباطل وسرى بدمه وحزبه وتياره الحرام وخلد العراقيون في نومة الفقر وغطاء الحرمان .

ابتلى الوطن قبل التغيير بشرالطغاة في محاربة العقائد والمذاهب والاقليات..وحين هب نسيم الحرية وذابت القيود انفلت البعض وتوهم بأن ايديهم تمتد الى ما لا يستحقون و..استعجلوا بايجاد منافذ للمغريات سموها المحاصصة والتوافق طعنت البلد طعنة نجلاء .
البعض منهم لا يرضى بالمشاركة في تقسيم الكعكة لادعائه محاربته النظام أولى من غيره والآخر يملك صك الحكم لذا وجه سهام الهيمنة والنقد الجارح الى كل من يريد مصلحة الناس والوطن ..وظهر هذا جليا في معركة العراق ضد داعش ومناصريه عندما حشدت البعض قواها وأفواهها ضد راعي الفضيلة المقدس [ الحشد الشعبي ] ومن يدعي مكابرا من مندسي التيار المدني في اقامت تظاهرات يريد بها الاصلاح ويبغي غير ذلك ..في توقيتها وسلوكها بالتجاوز على القوات الامنية والتخريب للاملاك العامة والاساءة لدم الشباب الطاهر الذي تشربت وروت منه أرض احتلها أراذل الخلق.

الكل يريد تحطيم هذا البلد وبيع دعائمه.. قلت قيمته في الشمال ..وعانى الهون في مناطق اخرى ..قطعت طرق..وشيدت خيم تتداول فيها بورصة الدولار والدين .. وبنيت قلع الفساد وساد الخطف ولاقانون في أخرى..وحولوه الى ضيعة يتمدد فيها الدخلاء والعرب من دعاة السوء وأوجه التخريب ..أشكال وأنماط تقتل وتهجر وتهتك أعراض وتخطف فشقيت ناسه ولعقت جراحها وعوى في ديارهم الغدر ورسمت هموم ورفعت رايات الظلم من جديد .

لنا مآل ان من مشى خلف ارادة الحشد التي ردت كل هذه النوائب ..وبيمينهم فتحت أبواب الحق.. وسدت ابواب المظالم.. وهذا ما احصت يداه نجاحات يفرح لها الصديق ..ويحزن لها الحاضنة والمقيمون ألأدعياء في أربيل وعمان وتركيا وقطر والسعودية وعربان الخليج..هذه الاجابة والرد لعراق نحلم به مجددا وان تعسرت انفاسه وضاقت أيامه في فرج لا نظمأ بعده أبدا