تهلل وجه صديقي وأطلق صيحات هستيرية من الفرح وهو يقرأ خبر تغيير مدير دائرته من على إحدى المواقع المحلية .
صدمني الرجل وهو يسرد علي تاريخيا تراجيديا ومأساويا عن أوصاف وأفعال هذا المدير (الهتلري ) والذي جثم على صدور الدائرة وموظفيها ثمانية سنوات وأذاقهم ألوان العذاب الإداري وعطل وعرقل الكثير مما يمكن إن يقدم بحجج وأعذار واهية وجعل من مكتبة ترسانة عصية ومحصنة كترسانة الأسلحة النووية ليدخلها إلا من تملق وتحذلق وأجاد استخدام ألفراشي ومسح الأكتاف.
هذا النموذج الفاسد وامثاله تعج به الكثير من مؤسساتنا ودوائرنا وهي نتاج المحاصصة والمماصصه المقيتة .وهي اللاعب الرئيسي اليوم و شيطان الفساد والتخلف والإحباط الذي جبلت علية اغلب مفاصل دولتنا الرشيدة بعد إن دخل جنود اليانكي ارض الرافدين عام 2003.وقطعت سكاكينهم أوصال البلد إلى مكونات واثنيات واحزاب وطوائف .
ولا تكتفي الجهات المتحزبة الراعية لفساد إتباعها من إن تمنع إقالة أو تنحية هؤلاء الشراذم بل تحول دون استجوابهم أو محاسبتهم وتنشأ جدارا ناريا يصد ويهاجم أي طلب استجواب من السلطة المركزية أو المحلية وتخبأ بإدراجها تهما و افترأت لرموز السلطة مفبركة وممنتجة هوليوديا تشهرها ككارت احمر بوجه من يحاول أو يفكر إن يستدعي أو يحاسب فاسدا من هذه الحثالة.
إن القرارات التي اتخذتها السلطة المحلية في ذي قار بحق البعض من المدراء المعمرين والجليديين قرار صائبا وحكيما واجتثاثهم من جسد المحافظة لاقى استحسان ورضى الكثير من أبنائها .وبحق فان القرارات الشجاعة التي أصدرها السيد المحافظ كانت بمثابة ثورة إدارية وفتح جديد لتنشيط أوصال العمل الإداري واستئصال القيح والأدران التي ابتليت بها ذي قار. وأزاح الصور السوداوية الكالحة لبعض الو جوة التي لاتنش ولاتهش.وهي رقع شطرنج يحركها الوزير والمرجع الحزبي والعشائري أينما شاء مجيبة ملبية كخادم مطيع .
ويأمل أبناء ذي قار إن يكون ترشيح المدراء الجدد على أساس الكفاءة والمهنية والنزاهة وليس على أساس المحاصصة والفئوية كما يحصل الآن.
إذ لا يمكن القبول بمدراء بنفس الآلية ونفس الأسلوب الذي جبلنا علية منذ سنوات طويلة لان التجديد مطلوب والتغيير مهم في إدامة العمل وتطويره خصوصاً إذا ما اعتمدنا على العنصر الشبابي الطموح الذي يمتلك مقومات النجاح من أفكار جديدة وأطروحات حديثة. وكم تمنينا إن يشارك المواطنون عملية التغيير وعدم البقاء في الجانب الآخر متفرجين لان الإجماع الشعبي على تغيير وتنصيب المدراء يكون أكثر قوة وصلابة من قرار سلطوي قد يميل أو يحابي أو يجامل على حساب المصلحة العامة وتطلعات المواطنين .
هناك مثل ألماني يقول (يقول أن السمكة حين تفسد تفوح رائحة رأسها أولا). رحمة بنا تخيروا لنا سمكا عراقيا أصيلا طازجا لناكلة حلالا بلالا مسكوفا هنيئا مريئا بعيدا عن نتانة وروائح المفسدين ..