23 ديسمبر، 2024 2:29 ص

في ذكرى ولادته العطرة .. ماهكذا أرادنا النبي محمد ” ص “

في ذكرى ولادته العطرة .. ماهكذا أرادنا النبي محمد ” ص “

تمر علينا؛ ذكرى ولادة خير البشر, النبي محمد ص, ذلك النور الذي إنبثق من شبه الجزيرة العربية, لينير ظلمات الأرض بنور النبوة, ويحول قبائلها المتصارعة, الى أمة تحكم العالم.
    ولكننا نشهد اليوم, إن الأمة الإسلامية, تمر بظروف عصيبة, لم تشهدها من قبل, تمس حاضرها وتهدد مستقبلها, فقد ضربت الفتنة, أرجاء الدول الإسلامية, وفعلت النعرات الطائفية بها, ما لم تفعله الحروب, وجيوش المحتلين, وساد بين شعوبها الفكر المتطرف, الذي مزق  مجتمعاتها.
      ان المسلمين جميعا, يؤمنون بالله الواحد الأحد, وبرسالة النبي محمد ص, وبالمعاد وبالقران الكريم, والسنة النبوية الشريفة, وبحب ال البيت عليهم السلام, والكثير من المشتركات العامة, الواجبة على المسلم, كالصلاة والصيام والحج وغيرها .
   وبسبب التطرف الأعمى, ودعم من يغذيه, لتفتيت وحدة المسلمين, انزلقت الأمة الإسلامية, الى ما لم يرده لها الله عز وجل, الذي ذكر هذه الأمة, في كتابه المنزل على رسوله ص: ” كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”, وأصبحت الفتن والخلافات المذهبية, تضرب إطنابها.
   فتفرقت شعوبها, وجاشت العداوة والبغضاء بين بلدانها, وأفقرت من ثرواتها, وأصبحت نهبا للدول الامبريالية, التي  تغذي هذه الفتنة, وتمتص ثروات الشعوب الإسلامية, التي صارت من أفقر الشعوب, وأكثرها جهلا, رغم إن بلدانها أغنى البلدان.
    إن ما مرت؛ به الأمة الإسلامية, يستوجب عليها العودة, الى استحضار الإسلام المحمدي الأصيل, وان تكون المشتركات بين المسلمين, هي الأساس القويم لوحدتهم, وتوثيق أواصر المحبة, بين أبناء هذه الأمة, وان يكون التعايش السلمي, والاحترام المتبادل, وبعيدا عن المشاحنات, والمهاترات الطائفية والمذهبية, التي يجب أن تكون, بين أروقة السجال, والبحث العلمي .
إن على المسلمين اليوم, أن  يعودوا الى جوهر الإسلام, وقيمه السمحاء, التي أرساها نبي الرحمة محمد ص, وتعامله مع المسلمين والمخالفين, بل وحتى من لم يؤمن بالإسلام, وان يبعدوا ويبتعدوا, عن أصحاب الفكر المتطرف والمنغلق, الذين جعلوا المسلمين, وقودا لمعاركهم الشيطانية.