23 ديسمبر، 2024 2:47 م

في ذكرى ولادته الامام علي ميزان العدالة الالهية

في ذكرى ولادته الامام علي ميزان العدالة الالهية

نعيش اليوم ذكرى ولادة سيد البلغاء امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) هذه الذكرى العطرة التي طالما حفزتنا للعمل الجاد المخلص المرتبط بالخالق عز وجل وجعلتنا نحث الخطى ابتغاء مرضاته تبارك وتعالى ,ولهذه الذكرى الكريمة معان كثر تناولها الكثير الكثير من الكتاب والمؤرخين والباحثين وبصورة مستمرة اي بمعنى اننا مهما كتبنا واسهبنا فاننا لانفي الذكرى حقها ولكننا نتلمس في طرحنا هذا ان نذكر بشيء غاب تناوله في الفترة الاخيرة ويتعلق مباشرة بصاحب الذكرى وقيمته .
يعتبر الامام علي (ع) افضل عباد الله على الاطلاق من بعد الانبياء وهو الشخص الوحيد الذي عبد الله ليقينه ان الله اهل للعبادة بمقولته المشهورة(آلهي ماعبدتك خوفا من نارك او طمعا في جنتك ولكني عبدتك لاني وجدتك اهلا للعبادة )بهذا المعنى الكبير اطاع الامام علي (ع) خالق الكون وبهذا الفهم العميق يفهم الامام (ع)سر الوجود وسر العبادة ,اذن هو فهم واعي وباستدلال واضح على كينونة الله عز وجل وهو ادراك واسع وجميل بان العبادة وماوراءها هي الطريق الوحيد للوغول في مرضاة الله ورشف ثوابه ,اذن هنا لابد من وجود عامل واجر ولابد من وجود فاعل وحافز وكيف لا والله هو اكرم الاكرمين واغدقهم عطاءا ,لقد اوجز الامام علي (ع) سر وجود الانسان وخالقه بابسط ايجاز وجعل معرفة هذا الامر بمتناول اي انسان يريد المعرفة والتعلم ,ولكن الاهم هو تساؤلنا وضمن نفس المنحى هل ان الله تبارك وتعالى يعطي ويفيض في العطاء بلا سبب وبلا عمل صالح ام ان العطاء مطلق للجميع الصالح والطالح ؟الجواب هو كلا ان الخالق يعطي ويمهل للذي يمثله من عباده المؤمنين الصالحين ويسخر لهم طرائق الحياة لتعينهم على افهام الناس بمعنى الوجود وخالقه وهو يعاقب من يستمر في غيه وتكبره ولايعبد الله حقا بل تاخذه العزة بالاثم , من هنا منح الله تعالى اسراره لعباده المخلصين والامام علي (ع) هو ربيب النبوة وولدها الصالح وذراعها التي ارتكزت عليه ونجحت به وهو من فسر سر الوجود بعلم الله ونبيه الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) وهو خير من يؤتمن السر عنده لذلك نرى ان خصوصيته العبادية هذه منحته افقا واسعا جدا في ان يكون مصدر العلوم الاسلامية ومنهج العبادة بعد الانبياء (عليهم السلام)وايضا يكون الملهم الذي ترتشف منه كل الاشياء بمسمياتها فمثلا يعتبر هو مصدر الزهد في الحياة والزهد ياخذ منه معناه لانه الزاهذ الاول في الحياة كلها وهو من تاسى به الزاهدون من بعده كذلك يعتبر ملهم الفروسية والشجاعة والتي اثبتت ميدين الحرب لله ودينه اثبتت هذا بشكل لافت للنظر من خلال المواقف البطولية له نصرة للاسلام واهله ,وهو اعلم العلماء في الكون بعد النبي الخاتم (ص)ومنه استسقى العلماء علومهم ووصلت لنا وستصل للاجيال من بعدنا ,اما في الكرم والجود وبذل المهج والاثرة بالنفس رغم الفاقه والفقر فهذا كلام طويل لايمكن ايجازه بكلمات او اسطر او اوراق بل يحتاج الى دهر كامل للحديث عنه ولكن الاهم من كل هذا وذاك هو عدله في الحياة الدنيا الذي لم يضاهيه مخلوق فيه ولابعده ولاقبله فهو كالسكين في الزبد باحقاق الحق وعدله قائم بمقدار الزاوية تسعين في الرياضيات مهما كان نوع الحكم والقضية المتخاصم بها ومهما علا شان الانسان اجتماعيا وقبليا فالكل لديه سواء لايحكمهم الا دين الله وعدله لذلك اعتبرت فترة وجوده في الحياة بعد استشهاد نبي الرحمة (ص) فترة عدل من حيث الاعتماد عليه بشكل كامل في حل المنازعات التي حدثت في زمن الخلفاء الثلاث من قبله وفي فترة خلافته الشريفة ,واطلقت عليه القاب كثيره اقربها اليه هو يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين اي الفيصل في الدين وحامل لواء نصرة دين الله ونشره .
لااريد الاطالة رغم شرف الموضوع وضرورته اليوم للتذكير والعبر ولكني اقول ان شخصا بمثل هذه المزايا النادرة وابن عائلة النبوة الشريفة الايفترض ان نتخذه من بعد النبي الاكرم(ص)قدوة حسنة نؤطر حياتنا باليمن والخير والحق منه وان نتحد كمسلمين ونذوب في شخصيته الرحيمة لنبني لنا دارا في الدنيا ناجحة نحيا بها بسلام وكرامة واخرى في الاخرة نشم بها اريج الجنة وكرم الله تعالى .
نتوجه الى العالم الانساني بالتهنئة والمباركة في ولادته ونسال الله عز وجل ان يهبنا رحمته وعطفه .