كل محاولات الإنعاش التي يقومون بها، هي محاولات فاشلة، لرفد الحياة فيها، لكنها تبقى محاولات خجولة لا أكثر، لكن المثل الشهير، “إكرام الميت دفنه” هو عنوان مناسب لهذه النقابة التي توفيت منذ زمن طويل.
بعد ان مضى على وفاتها سنوات طويلة، ها هي اليوم نقابة الصحفيين في ذي قار ومساعي إحياء ذكرها مرة أخرى، من أجل إنعاشها، لكنها في الحقيقة محاولة يائسة في بث الحياة فيها من جديد، بعد ان فقدت كل مقومات الحياة في ان تكون نقابة محترمة لها رؤية وكيان واضح، لا ان تكون هامشية.
مرت السنوات، لكنها بقيت كما هي لم تقدم شيء، بل تحولت الى مؤسسة شبح، مثل الكثير من الدوائر والمؤسسات العاطلة عن العمل، ينشغل موظفوها دائما في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
ولأن الحديث يدور عن احتمالية وجود انتخابات لفرع النقابة في ذي قار، استعد الكثير من الزملاء من اجل نيل الترشح وإعادتها مرة أخرى، والمقصود ان تبث الحياة هو ان يكون لتلك المؤسسة النقابية رؤية وهدف تقيم المشهد الإعلامي في المحافظة.
المشهد الذي يعاني من ضبابية كبيرة، وفوضى في كل شيء ، ودخول طارئين ممن لا يملكون أي أساسيات العمل الصحفي ، وكان هذا الدخول بلا ضوابط، ولا أي هدف، انتجتهم الانتخابات المحلية في كل مرة وكانت هذه هي النتيجة، وايضا عدم قدرة نقابة الفرع على إيقاف كل هذه الفوضى.
الحديث هذا لا يعني أبدا أننا نستهدف الأشخاص، بقدر ما انتقاد الأداء لنقابة الصحفيين في ذي قار، ومنذ ان دخلت في الصحافة قبل أكثر من 8 سنوات، لم افكر مطلقا بأني سأركض خلف هوية للنقابة او ابحث عن وجود منح للصحفيين او ابحث عن قطعة ارض، وهذا ما يبدو عليه شعار النقابة، وكأن الأمر يتوقف هنا.
ولا يتعلق الأمر بالمبادئ والقيم التي يمتلكها الصحفي، بقدر ما يتعلق بالقناعة والإيمان بالعمل الصحفي، كمهنة محترمة مثل أي مهنة أخرى، لها معاييرها ولها ضوابطها ولها محددات واضحة.
لقد غابت الرقابة، ودخلت المصالح في الكثير من المواقف، وتصدر المشهد شخصيات ليس لها علاقة بأي شيء، واليوم تسعى للحصول على مكاسب، وكأن الأمر يتعلق بمكسب انتخابي في البرلمان او في مجالس المحافظات وليس هذا الأمر البسيط والمتعلق بالصحافة.
تعرض الكثير من الصحفيين في ذي قار إلى ضغوطات والى دعاوى قضائية والى ابتزاز، ولم نشاهد موقف حقيقي او رد من النقابة للأسف، كان الأجدر إن تكون مهمة تلك النقابة هو متابعة ومراقبة الأداء والخطاب الإعلامي في المحافظة ومحاولة فرزه عن الأحداث السياسية لا ان يكون جزءا من المشكلة، وجزءا من الخلافات التي تحصل.
أخيرا، اعرف أشخاصا كانوا صحفيين، لكنهم الان عاطلين عن العمل الصحفي ولا تربطهم به صلة، يمتلكون مميزات نقابة الصحفيين وبشكل غريب فعلا استمرارهم بهذه الطريقة، ولأن المصالح والعلاقات سيدة الموقف فلا اظن بأن الحال يمكن ان ينصلح وسيبقى هكذا الى اشعار اخر.