17 نوفمبر، 2024 11:31 م
Search
Close this search box.

في ذكرى نيلسون ماندنيلاة هذا الافريقي الجميل….

في ذكرى نيلسون ماندنيلاة هذا الافريقي الجميل….

يعلمنا التسامح
((نحن لاننسى الظلم .لكننا نريد ان نعلم الناس التسامح ))…. نيلسون مانديلا
استوقفني هذا الرجل العملاق ….الصادق حقا والأمين العاشق لشعبه ومن زمن بعيد وأنا أتابع بشغف سيرة حياته ونضاله وتضحياته في بلده …((جنوب أفريقيا)) وقارته السوداء وهو الغني عن التعريف….والمعروف لرجال المباديء .والغني في كل شيء ……اجل استوقفني هذه المرة هذا الأسود الافريقي الجميل ذو القلب الكبير وذو الروح العالية الخضراء المتألقة كغابات أفريقيا الشامخة والشامخة بهذا الرجل الحقيقي الرحيم المعلم ….نعم …هو نيلسون مانديلا….العلم الأفريقي الشامخ .واعلم انه فوق كل ما نقول او نتحدث ..فلا يحتاج لمدحنا واطراءاتنا ولا تستوعبه كلماتنا ولا مقالاتنا ويكفيه تأريخه العظيم ومواقفه الكبيرة والنبيلة اتجاه شعبه وأمته وقارته السمراء ……

نعم استوقفتني هذه المرة بل هزتني تلك الكلمة الطيبة الصادقة التي خرجت من أعماق قلبه النابض بالحب والحياة والفكر النيروضميره الصادق الواضح الوهاج وهو ينصح ربيعنا العربي الخائب إذ يستذكر مقولة رسولنا الأعظم ((ص)) لحظة دخوله مكة المكرمة وانتصاره الكبير وفتحه المبين وهو يعلن لأبناء مكة وأهلها كرمه بعفوه عنهم ليبدأ صفحة جديدة للبناء ورسم أسس الدولة الإسلامية الصحيحة ..التي تبنى على الحب والتعاون والتآخي والتآلف ….والعفو عند المقدرة … .حين قالها مدوية … ((اذهبوا فأنتم الطلقاء ….)) وهو الذي (( ص)) كان قد ذاق الأمرين منهم في حروب طويلة إذ ظلموه وهجروه وانتهكوا إعراض المسلمين وقاتلوهم وعذبوهم وأخرجوهم من ديارهم وابناءهم ….وما الى ذلك من أفعال ولكنه بعقله النير وقلبه الرحيم وهو ((ص)) سيدنا واسوتنا وقدوتنا الحسنة المبعوث رحمة للعالمين يفتح صفحة جديدة بيضاء مثل قلبه الشريف …. لتبنى بعده دولة الإسلام العظيمة والتي امتدت بشموخها وعزتها العالم اجمع.. …

وهذا ((نيلسون منديلا )) يقتدي برسولنا الكريم ويذكرنا به وينصحنا ان نأخذ بما اتانا به ….ونحن أبناء جلدته ننساه ونتناساه ولا نعمل بمبادئه العظيمة وشريعته السمحاء وهو الذي عمل بها في جنوب أفريقيا التي ذاقت الأمرين من احتلال بغيض وتميز عنصري وديني وفرقة وعملاء …. وتناحر واعتداءات … وتداخلات كثيرة وانتهاكات وما الى ذلك ….

وقد تصدى لها هذا العملاق بقوة وقاد شعبه إلى بر الأمان وقدم درسا في التسامح والبناء والتفاعل في الحياة …وهاهم يحصدون زرع هذا الرجل الرائع العظيم .وها نحن في ربيعنا العراقي الخائب وفي سنواته العاثرة ولازلنا نجتث أبنائنا ونتقاتل فيما بيننا ونبحث عن ثارات تأريخنا البعيد والقريب ونفتعل الأزمات نتمنطق بمصطلحات التسامح والتوافق والتآلف والتعايش السلمي والشراكة ونتداول في أدبياتنا وثقافاتنا حقوق الإنسان وبناء الدولة على أسس الدستور ولا نعمل بأي منها ….

أين نحن يا دعاة الاجتثاث… والتهميش…. والعشائرية…. والطائفية…. والمحاصصات ….والملاصصات …بل اين انتم من ديننا الحنيف الذي استلهمه ((نيلسون مانديلا )) وينصحنا ونحن في سنتنا العاشرة لتغيرنا الأسود واحتلالنا البغيض نمارس أبشع التصفيات والثارات ((والعنتريات))على ابنائنا وأبناء عمومتنا ..وشعبنا ….وامتنا ….

وبقينا في تخلفنا وتراجعنا المقيت والمليشيات الطائفية تتحكم في امننا واستقرارنا ولم نتقدم خطوة واحدة والقتلة هم الوارثون الأرض ومن عليها فلم نسمع ألا تناحر وتخاصم ……يا انتم ….متى يكمل بنياننا وأكثرنا هدام ولا ادري متى سنبدأ السير نحو مستقبلنا السعيد وشبابنا عاجز وعاطل وشوارعنا تكتظ بالخرافات وسجوننا مليئة بالابرياء وبيوتنا كئيبة وحزينة ودوائرنا يسودها الفساد والمحسوبية والمنسوبية الطائفية وقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت ونحن نقطع أوصالنا ….ولحمتنا وجامعاتنا ومدارسنا تتراجع في كل أسسها ….وبقينا بلا مستقبل واحتمالاتنا سوداء

متى يظهر بيننا ((نيلسون مانديلا ))عراقي ليكون لنا رمزا لرجل صادق أمين أي كان دينه او طائفته او لونه او عشيرته ليحكمنا على أساس الدين والقرآن والسنة النبوية ألمطهره التي استلهما هذا الرجل الاسود الجميل…..متى ننظر الى المستقبل ونتعامل معه بواقعية ونترك تفاصيل الماضي ونعلي مفاهيم التسامح والمغفرة….ولأن الانتقام لايفرز سوى الانتقام والعنف لايولد سوى العنف

…….فمتى يجيء هذا المنتظر ويجتث كل هذا التردي والتخاذل والانهيار ……اجل ….ومتى يكون بيننا…….. فنفوز فوزا عظيما …..

أحدث المقالات