خمسة وخمسون عام مضت على الرابع عشر من تموز عام 1958 ولازالت ذكرى عبد الكريم قاسم حية في القلوب والعقول والضمائر والوجدان فالرجل لم يكن ظاهرة عابرة في السياسة العراقية او في المنطقة بل ان قاسم ترك ارث سياسي ومبدائي كبير يمكن ان يستلهم منة ويكون عامل استنهاض والهام على مر الاجيال من اجل العمل على انشاء عالم افضل وانساني بعيد عن الرجعية الاقطاعية القبلية والعنصرية القومية والتخندق الطائفي
القومية والتخندق الطائفي وارث حقيقي في مجال محاربة الفساد والنزاهة والزهد والوقوف بوجة قوى الامبريالية الاستكبارية الرجعية وانحياز حقيقي للشعب بفقراءة ومستظعفية ومظلومية هكذا يمكن ان نفهم عبد ان اردنا ان لانبخسة حقة فهو من الناحية الشخصية لم يستغل منصبة لمنافع شخصية او لتحقيق منافع للأقارب او الاصحاب او جني المليارات …
منذ تأسيس الدولة العراقية في العشرينيات من القرن الماضي كانت هنالك معظلات حقيقية رافقت نشوء الدولة منها ان الدولة على الرغم من مساحة الحرية النسبية التي تمتع بها العراق الملكي ومع وجود دستور ينص على وجود نظام برلماني ملكي لكن طبيعة القوى الاجتماعية المتحكمة في النظام كانت ابعد ماتكون عن صناعة نظام ديمقراطي فقد كان هنالك العسكريون السابقون في الجيش العثماني ممن التفوا حول فيصل وهم جميعآ لايحملون اي نوع من انواع الفكر الديمقراطي بل على العكس هم يسعون للستأثار بالسلطة ويحملون توجهات طائفية وقومية عنصرية ومن هنا تم استبعاد الشيعة والاكراد والتركمان والمسيحين والصابئة من المشاركة في قيادة المؤسسة العسكرية وهنالك ايضآ جهاز الادارة الملكي وهو وريث جهاز الادارة العثماني ويحمل نفس توجهات العسكر العراقي وما معاناة وزير البلاط الشيعي رستم حيدر و معاناة الشاعر محمد مهدي الجواهري من شخصيات طائفية عنصرية مثل ساطع الحصري الاتعبير عن كيفية تصرف جهاز الدولة الملكي كما ان هذة النخبة الطائفية العنصرية في العهد الملكي وجدت في شيوخ الاقطاع الشيعة والسنة واغوات الاكراد شيوخ كردستان الاقطاعين مؤيد ومساند ومدافع ولو على حساب تهميش ابناء مناطقهم وابناء جلدتهم في فعل فاضح مخل بأبسط قواعد الحياء السياسي ولقد وجدت تلك الفئة حليفآ لها في بعض القوى القومية والدينية كل هذا الحلف كان مدعومآ بشدة من قبل اليمين الاستعماري الدولي في اطار دعاوى مكافحة اليسار العالمي وعلى اية حال فلم تكن هنالك انتخابات حقيقية او تنافس فعلي بين الاحزاب ولم تثبت التجربة البرلمانية اي قوة بل كانت لعبة بيد القصر وبعض الوزراء بالمقابل فأن القوى المدنية الديمقراطية اللبرالية واليسارية كانت نشطة في الشارع المدني الساخط بشدة على ظلم الاقطاع والقبلية ورجال العهد الملكي المتحالف مع الاستعمار ومن هنا كانت هنالك عدة انتفاظات وتظاهرات واضرابات والارادة الشعبية مغيبة بفعل البرلمانات القائمة على التزوير والمتحكم فيها من قبل القصر … لقد عبر عبد الكريم في الرابع عشر من تموز 1958 عن الارادة الشعبية فلقد خرجت الملاين من العراقين صبيحة الرابع عشر من تموز تعبر عن دعمها للفعل الثوري وايدت القوى السياسية حركة الجيش وشاركت في الحكومة التي تلت الانقلاب وبالتالي فأن الارادة الشعبية عبرت عن نفسها بوضوح فعن اي ديمقراطية يتحدث المتحدثون والصرائف تملاء العاصمة والتمايز الطبقي والانتخابات المزورة وقيم الحداثة تقتل عن اي ديمقراطية يتحدث المناصرون للملكية ..
ماذا بقي اليوم من ارث عبد الكريم قاسم بأعتقادي المتواضع فأن اهم في ارث عبد الكريم وطهارتة ونبلة انة ارث ليس للتوظيف بمعنى انة ليس حكرآ على عائلة او حزب او تكتل فهو ارث مشاع للشعب من رجل توحد بأنسانيتة العالية مع مبادئة الصادقة فلم يعد صالحآ للأستغلال لأن المبدائية تتناقض مع الاستغلال ولكن كم نحن اليوم بعيدين عن تجسيد هذة المبادئ على ارض الواقع هل ان الديمقراطية وهي اسمى منتج بشري هل الديمقراطية لدينا اليوم انسانية ام ان قيم الرجعية العنصرية الطائفية والقبلية الاقطاعية المبنية على التمايز في توزيع الثروات هي السائدة هل تنتشر قيم المدنية والتسامح والاسلام المستنير ام ان قيم التكارة والتباغض لهى القدح المعلى ..
قبل ايام وانا متجة من مدينتي الكوت الى بغداد حيث مقر العمل شاهدت تجمع في منطقة الدبوني امام مزرعة الخلفاء وكان هناك شعار على الحائط بعنوان لالعودة الاقطاع ويطالبون بتنفيذ قرار رئيس الوزراء بتوزيع الارض وعلى مايبدوا ان الاقطاع من القوة بحيث عاد وبقوة الى محافظة كانت في يوم من مسقط راس الزعيم عبد الكريم . رحم الله الزعيم يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيآ